قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ
____________________________________
قال كل ما تقامر به حتى الكعاب والجوز قيل فما الأزلام قال (ص) قداحهم التي يستقسمون بها وفي رواية العياشي عن الكاظم (ع) عن الصادق (ع) النرد والشطرنج من الميسر وفي الكشاف عن النبي (ص) إياكم وهاتين اللعبتين المشومتين فإنهما من ميسر العجم وعن علي (ع) ان النرد والشطرنج من الميسر وفي الدر المنثور بسنديه عن ابن عباس وابن عمر الميسر القمار وقد خبط الكشاف هاهنا بقوله أولا الميسر القمار وقوله بعد هذا فإن قلت ما صفة الميسر قلت كانت لهم عشرة أقداح وهي الأزلام إلى آخره وقوله بعد هذا وفي حكم الميسر انواع القمار من النرد والشطرنج انتهى هذا وان أسلوب الجواب في هذه الآية والنظر إلى قوله تعالى في سورة المائدة (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ) والآية التي بعدها ليشعر بأنهم سألوه (ص) وهم يذكرون منافعهما للناس في شرب الخمر وربح القمار ونحو ذلك مما يسوله الهوى فجاء الجواب على سبيل التساهل والتأكيد في الحجة على تحريمهما (قُلْ) يا رسول الله (فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ) بالتنكير اشارة إلى مجهوليتها وهوانها (لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما) في الدنيا في الصحة والشرف والمعيشة والسلام مع الناس وفي الآخرة (أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما) وحقيق في لطف الله ورحمته ونظره إلى مصالح عباده وتكميلهم وتهذيبهم في شريعة الحق ان يحرمهما لأجل إثمهما الكبير (وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ) عند فقرهم وغناهم (قُلِ الْعَفْوَ) كل بحسب حاله ففي الكافي مسندا عن الصادق (ع) العفو الوسط اي المقدار المتوسط بين ما يكون إسرافا وما يكون من البخل بحسب حال الشخص. ونحوه رواية العياشي عن جميل عنه (ع) وفي روايته عن عبد الرحمن عنه (ع) قال الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما. وعن يوسف عن الصادق والباقر عليهماالسلام قال الكفاف وفي رواية أبي بصير القصد ولا يخفى انه لم يقيد الإنفاق بكونه في سبيل الله بل هو مطلق الإنفاق وقال اسماء بن خارجه الفزاري لزوجته
خذي العفو مني تستديمي مودتي |
|
ولا تنطقي في سورتي حين اغضب |
(كَذلِكَ) خطاب لرسول الله (يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ) جمع الضمير باعتبار ان البيان يشمل الامة (الْآياتِ) في امر الخمر والميسر والنفقة وغيرها (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) لغاية ان تتفكروا باختياركم فتأخذوا