لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (١٤٢) قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ
____________________________________
لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ) ان هي المخففة وتلزمها اللام التي هي للتأكيد. وظاهر السوق يقتضي ان الضمير في كانت يرجع الى القبلة التي كان عليها وهي بيت المقدس وهو الظاهر ايضا من معتبرة التهذيب عن أبي بصير عن أحدهما عليهاالسلام قال قلت له امره ان يصلي الى بيت المقدس قال نعم الا ترى ان الله تعالى يقول (وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ) وتلا جميع الآية الى قوله (رَحِيمٌ) وكبيرة ثقيلة. ومن اللازم ان يكون استقبال بيت المقدس ثقيلا على قريش والعرب الا الذين هداهم الله الى الايمان برسول الله فيعلمون ان ذلك امر من الله الحكيم (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ إِنَّ اللهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ) في الكافي عن ابن أبي عمير الزبيري عن أبي عبد الله (ع) في الآية ان الله سمى الصلاة ايمانا. وفي الفقيه قال المسلمون صلاتنا الى بيت المقدس تضيع يا رسول الله فانزل ذلك. وذكر انه اخرج حديثه في كتاب النبوة. وفي رواية العياشي انه لما حولت القبلة قالوا ما حالنا اي في صلاتنا الماضية وما حال من مضى في صلاتهم الى بيت المقدس فانزل الله (وَما كانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ). وفي الدر المنثور عن ابن عباس نحوه وصححه الحاكم ١٤٢ (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ) قد هنا للتكثير
قد اترك القرن مصفرا أنامله |
|
كأن أنيابه مجت بفرصاد |
وقول عمران الانصاري. او امرؤ القيس
قد اشهد الغارة الشعواء تحملني |
|
جرداء معروقة اللحيين سرحوب |
قال القمي في تفسيره ان اليهود كانوا يعيرون رسول الله ويقولون انه تابع لنا يصلي الى قبلتنا فاغتمّ رسول الله وخرج في جوف الليل ينظر آفاق السماء ينتظر امر الله إلخ. وفي مجمع البيان نسبه الى رواية القمي عن الصادق (ع) مع كلام ذكره القمي بعد ذلك. نعم ذكر في الفقيه نحو ما ذكره القمي وأحال روايته على كتاب النبوة. فتدل الآية على انه (ص) كان له شأن في امر القبلة. (فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها) لأنها مرضية بفضلها وسابقتها وحكمة دعوة العرب وهي أول بيت وضع للناس فيه آيات بينات (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ