وَقُومُوا لِلَّهِ قانِتِينَ (٢٣٨) فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً أَوْ رُكْباناً فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا
____________________________________
ومحمد بن مسلم عن الصادق (ع) وصحيحة زرارة عن الباقر (ع) وان ورد فيها بعد ذلك كما في الكافي والفقيه ما صورته وقال في بعض القراءات حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر. وبناء على هذه الرواية فلا يخفى ان الإمام لا يتعلل ببعض القراءات إلا محاذرة من الوقت واهله فذكر الرواية الرائجة عن مصحف عائشة وروايتها واحدى الروايات عن مصحف حفصة وروايتها عن قراءة ابن عباس وأبي بن كعب والسائب بن يزيد إسكاتا عن بيانه الأول للحكم الواقعي. وإذا نظرت إلى ما أحصاه الدر المنثور من روايات المقام ترى فيها من الاضطراب والتعارض شيئا مهولا ففي بعضها الفجر وفي بعضها الظهر وفي بعضها العصر وفي بعضها المغرب وكثيرا ما تتعارض الرواية عن الشخص الواحد «وما آفة الأخبار إلا رواتها» (وَقُومُوا) في الصلاة (لِلَّهِ قانِتِينَ) عن العياشي عن الصادق (ع) طائعين وفي رواية سماعة هو الدعاء ومنه قوله تعالى في سورة الزمر (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً) وفي التبيان قيل أصله الدعاء في حال القيام أي في الصلاة وفي مجمع البيان وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله أقول ولم أجده عنهما (ع) في تفسير الآية نعم في صحيحة زرارة عن الباقر (ع) ونزلت هذه الآية في يوم الجمعة ورسول الله في سفره فقنت فيها. نعم كثر استعمالهم عليهمالسلام للفظ القنوت بالدعاء في الصلاة في حال القيام وهو القنوت المعروف كما في رواياتنا وهو معروف في لسان الصحابة وغيرهم كما في روايات الدر المنثور وغيره في الآية ٢٣٨ (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالاً) جمع راجل وهو الماشي على رجله مثل قيام جمع قائم كما في سورتي الفرقان ٦٥ والزمر ٦٨ اي فإذا خفتم فحكمكم في صلاتكم ان تتركوا ما ينافي التحذر من الوقوف والركوع والسجود بحسب ما يقتضيه الخوف والحذر وعلى رسلكم حال كونكم رجالا (أَوْ رُكْباناً) جمع راكب ويبقى ما لا ينافي الحذر على حاله كالقراءة والتسبيح والتشهد والتسليم نعم قد تخفى دلالة الآية على الإيماء للركوع والسجود إلا بالنظر إلى انه ميسور من خضوعهما واتضاح قاعدة الميسور في هذا المورد للعقل والعقلاء كغيره من الموارد. وفي الكافي في صحيح عبد الرحمن قال سألت أبا عبد الله في الآية ما تقول إذا خاف من سبع أو لص كيف يصلي قال يكبر ويومي إيماء برأسه اي للركوع والسجود (فَإِذا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَما عَلَّمَكُمْ)