وقال السهيلي : «كلهم ولدوا بعد النبوة» (١).
فإذا كانتا ـ أي رقية وأم كلثوم ـ قد ولدتا بعد الإسلام ، فكيف يصح أن يقال أنهما تزوجتا في الجاهلية بكافرين؟!
٢ ـ تشير بعض المصادر : أن رقية كانت أصغر بنات النبي ، حتى من الصدّيقة الطاهرة فاطمة عليهاالسلام (٢) ، بل إن بعضهم يعتقد أن أم كلثوم كانت هي الأصغر من الكل (٣).
فإذا صح ذلك فكيف يقال إنهما تزوجتا قبل الإسلام ، لا سيّما أن أشهر الروايات نصت أن الصدّيقة الزهراء عليهاالسلام ولدت في السنة الخامسة بعد البعثة ، وعليه «فكيف تكون رقية قد تزوجت في الجاهلية بابن أبي لهب ، ثم لمّا بعث رسول الله أسلمت ، فطلقها زوجها ليتزوجها عثمان ، فتحمل وتسقط في السفينة حين الهجرة إلى الحبشة في السنة الخامسة بعد البعثة»؟ (٤).
٣ ـ يوجد اضطراب في الأخبار بشأن أم كلثوم ورقية ، فبعض منها ينصّ على أن عثمان تزوج أم كلثوم فماتت ولم يدخل بها ، ثم زوّجه النبيّ اختها رقية بعد معركة بدر ، وبعض ينصّ على أنه تزوج رقية في مكة وهاجر بها إلى الحبشة ، وهذا الاضطراب يوجب الاختلال في تقديم طائفة على طائفة ، لكون الطائفتين من الروايات أخبار آحاد لا يعوّل عليها.
هذا مضافا إلى اضطراب ما ذكروا : من أن أبا لهب قد أمر ولديه بطلاق بنتي النبي بعد نزول سورة «تبت يد أبي لهب» بحجة أن هاتين البنتين قد صبتا إلى دين أبيهما ، ثم إن عثمان تزوّج رقية وهاجر بها إلى الحبشة ، وهذا بدوره يتنافى مع قولهم أن السورة قد نزلت حينما كان المسلمون محصورين في شعب أبي طالب ،
__________________
(١) بنات النبي أم ربائبه ص ٣٣ نقلا عن المصادر العامية.
(٢) الإصابة ج ٤ / ٣٠٤ ودلائل النبوة ج ٢ / ٧٠.
(٣) زاد المعاد لابن القيم ج ١ / ٢٥ والطبقات الكبرى ج ١ / ١٣٣.
(٤) بنات النبي للسيّد المحقّق أخي العلّامة جعفر مرتضى ص ٦٢.