قال الملك : وهل اختيار ثلاثة أشخاص يصحّح الشورى؟
قال الوزير : إنّ هؤلاء الثلاثة شهد لهم رسول الله بالجنّة!!
قال العلوي : مهلا أيها الوزير ، لا تقل ما ليس بصحيح ، إن حديث (العشرة المبشرة بالجنّة) (١) كذب وافتراء على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم!
قال العبّاسي : وكيف تقول أنه كذب وقد رواه الرواة الموثّقون؟
قال العلوي : هناك أدلة كثيرة على كذب هذا الحديث وبطلانه ، أذكر لك منها ثلاثة :
(الأول) : كيف يشهد رسول الله بالجنّة لمن آذاه وهو طلحة؟
فقد ذكر بعض المفسرين (٢) والمؤرخين أن طلحة قال : «لئن مات محمّد لننكحنّ أزواجه من بعده ـ أو ـ لأتزوجنّ عائشة» فتأذّى رسول الله من كلام طلحة ، وأنزل الله تعالى قوله :
(كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً) (الأحزاب / ٥٣).
____________________________________
(١) حديث «العشرة المبشرة بالجنّة» من الأحاديث المختلقة والمكذوبة على رسول الله ، وقد تقدم في أول شرحنا هذا ، النقض عليه ، وقد أسقطناه عن الحجيّة سندا ودلالة.
(٢) قال ابن أبي حاتم ، حدّثنا عليّ بن الحسين ، حدثنا محمّد بن أبي حمّاد ، حدثنا مهران عن سفيان عن داود بن هند عن عكرمة عن ابن عبّاس في قوله تعالى : (وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ ...) قال : نزلت في رجل همّ أن يتزوج بعض نساء النبيّ لله بعده ، قال رجل لسفيان أهي عائشة؟ ـ