وكان عليّ بن أبي طالب قد قتل صناديد العرب ، وأباد شجعانهم فلم تكن العرب ترضى به ، ولم يكن أبو بكر كذلك!
قال العلوي :
أسمعت أيّها الملك أن العبّاسي يقول : إن الناس أعلم من الله ورسوله في تعيين الأصلح ، لأنه لا يأخذ بكلام الله ورسوله في تعيين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، ويأخذ بكلام بعض الناس في أصلحية أبي بكر ، كأن الله العليم الحكيم لا يعرف الأصلح والأفضل حتى يأتي بعض الناس الجهّال فيختارون الأصلح؟ ألم يقل الله تعالى : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (الأحزاب / ٣٦).
ألم يقل سبحانه : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ) (الأنفال / ٢٤).
قال العبّاسي :
كلا ، إني لم أقل إنّ الناس أعلم من الله ورسوله.
قال العلوي :
إذن ، لا معنى لكلامك ، فإن كان الله والرسول قد عيّنا إنسانا واحدا للخلافة والإمامة ، فاللازم أن تقتدي به ، سواء رضي به الناس أم لا!
قال العبّاسي :
لكن المؤهلات في عليّ بن أبي طالب عليهالسلام كانت قليلة.