فرجع القوم إلى قوله ، وبادروا سقيفة بني ساعدة ، فبايع عمر أبا بكر ، وانثال الناس عليه يبايعونه في العشر الأوسط من ربيع سنة إحدى عشرة خلا جماعة من بني هاشم ، والزبير ، وعتبة بن أبي لهب ، وخالد بن سعيد بن العاص ، والمقداد بن عمرو وسلمان الفارسي ، وأبي ذر ، وعمّار بن ياسر ، والبراء بن عازب ، وأبي بن كعب ، ومالوا مع عليّ بن أبي طالب ، وقال في ذلك عتبة بن أبي لهب :
ما كنت أحسب أن الأمر منصرف |
|
عن هاشم ثم منهم عن أبي حسن |
عن أوّل الناس إيمانا وسابقة |
|
واعلم الناس بالقرآن والسنن |
وآخر الناس عهدا بالنبيّ ومن |
|
جبريل عون له في الغسل والكفن |
ومن فيه ما فيهم لا يمترون به |
|
وليس في القوم ما فيه من الحسن |
وكذلك تخلّف عن بيعة أبي بكر : أبو سفيان من بني أمية.
ثم أن أبا بكر بعث عمر بن الخطاب إلى عليّ ومن معه يخرجهم من بيت فاطمة رضي الله عنها ، وقال : إن أبوا عليك فقاتلهم.
فأقبل عمر بشيء من نار على أن يضرم الدار ، فلقيته فاطمة رضي الله عنها ، وقالت : إلى أين يا ابن الخطاب ، أجئت لتحرق دارنا!!
قال : نعم ، أو تدخلوا فيما دخلت به الأمة!! (١).
* روى البلاذري بإسناده عن سليمان التيمي ، وعن ابن عون :
إن أبا بكر أرسل إلى عليّ يريد بيعته ، فلم يبايع ، فجاء عمر ومعه فتيلة ، فتلقّته فاطمة على الباب ، فقالت :
يا ابن الخطّاب! أتراك محرقا عليّ بابي؟
قال : نعم ، وذلك أقوى مما جاء به أبوك (٢).
__________________
(١) المختصر في أخبار البشر ج ١ / ١٥٦.
(٢) أنساب الأشراف ج ١ / ٥٨٦ ح ١١٨٤ ط / دار المعارف ، ونقل عنه المجلسي في البحار ج ٢٨ / ٣٨٩ ط / دار الوفاء.