منها ومشيها إليهم في مجمع الأنصار والمهاجرين وخطابها إلى أبي بكر في أمر فدك وما ردّ عليها من قوله إن الأنبياء لا وارث لهم واحتجاجها بقول الله عزوجل بقصة زكريا ويحيى (فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا* يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا) (١) وقوله بقصة داود وسليمان : (وَوَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ) (٢) وقول عمر لها هاتي صحيفتك التي ذكرت إن أباك كتبها لك على فدك وإخراجها الصحيفة وأخذ عمر إياها منها ونشره لها على رءوس الأشهاد من قريش والمهاجرين والأنصار وسائر العرب وتفله فيها وعركه لها وتمزيقه إياها وبكاءها ورجوعها إلى قبر أبيها باكية تمشي على رمضاء وقد أقلقتها ، واستغاثتها بأبيها وتمثلها بقول رقية بنت صفية :
قد كان بعدك أنباء وهنبثة |
|
لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب |
إنّا فقدناك فقد الأرض وابلها |
|
واختلّ أهلك (٣) واختلّت بها الرّيب |
أبدى رجال لنا ما في صدورهم |
|
لما نأيت وحالت دونك الحجب |
لكلّ قوم لهم قربى ومنزلة |
|
عند الإله عن الأدنين مقترب |
يا ليت بعدك كان الموت حلّ بنا |
|
أملوا أناس [أناسا] ففازوا بالذي طلبوا |
وتقص عليه قصة أبي بكر وإنفاذ خالد بن الوليد وقنفذ وعمر جميعا لإخراج أمير المؤمنينعليهالسلام من بيته إلى البيعة في سقيفة بني ساعدة واشتغال أمير المؤمنين وضمّ أزواج رسول الله وتعزيتهنّ وجمع القرآن وتأليفه وإنجاز عداته وهي ثمانون ألف درهم باع فيها تالده وطارفه وقضاها عنه وقول عمر له : «اخرج يا عليّ إلى ما أجمع عليه المسلمون من البيعة لأمر أبي بكر فما لك أن تخرج عمّا اجتمعنا عليه فإن لم تخرج قتلناك». وقول فضة جارية فاطمة عليهاالسلام : «إنّ أمير المؤمنين عنكم
__________________
(١) سورة مريم : ٥ ـ ٦.
(٢) سورة النمل : ١٦.
(٣) في نسخة الاحتجاج ج ١ / ١٢٣ و ١٤٥ : «واختلّ قومك فاشهدهم ولا تغب» مع وجود اختلاف ببعض الألفاظ ببقية الأبيات ، وما في الاحتجاج أضبط.