الملاحدة من المنجمين وشركاؤهم في الزندقة من الدهريين ، فأما أهل الملل كلّها فعلى اتفاق منهم على ما وصفناه.
والأخبار متناصرة بامتداد أيام المعمّرين من العرب والعجم والهند ، وأصناف البشر وأحوالهم التي كانوا عليها مع ذلك ، والمحفوظ من حكمهم مع تطاول أعمارهم ، ونقلوا من أشعارهم الشيء الكثير مما لا يختلف في صحته اثنان من حملة الآثار ونقلة الأخبار ، وقد صنّف المؤرخ العامي الشيخ السجستاني كتابا سماه : «المعمرون» سجّل فيه جماعة تنوف أعمارهم على مئات السنين ، عدا عمّا ذكره مصنفون أجلّاء من علماء الإمامية فليراجع (١).
فمن هؤلاء المعمّرين :
ـ لقمان بن عاد الكبير ؛ وكان أطول الناس عمرا بعد الخضر عليهالسلام ، وذلك أنه عاش على رواية العلماء بالأخبار ثلاثة آلاف سنة وخمسمائة سنة ، وقيل أنه عاش عمر سبعة أنسر ، وكان يأخذ فرخ النسر فيجعله في الجبل فيعيش النسر منها ما عاش ، فإذا مات أخذ آخر فرباه ، حتى كان آخرها لبد ، وكان أطولها عمرا ، فقيل : طال الأمد على لبد.
وفيه يقول الأعشى :
لنفسك إذ تختار سبعة أنسر |
|
إذا ما مضى نسر خلدت إلى نسر |
فعمّر حتى خال أنّ نسوره |
|
خلود وهل تبقى النفوس على الدهر |
وقال لأدناهنّ إذ حلّ ريشه |
|
هلكت وأهلكت ابن عاد وما تدري |
ـ ومنهم ربيع بن ضبيع بن وهب بن بغيض بن مالك بن سعد بن عديّ بن فزارة. عاش ثلاثمائة سنة وأربعين سنة ، وأدرك النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ولم يسلم. وهو الذي يقول وقد طعن في ثلاثمائة سنة :
__________________
(١) الغيبة للطوسي ص ١١٣ ـ ٣٢٣ وكمال الدين ج ٢ / ٥٢٣ ب ٤٦ ، البحار ج ٥١ / ٢٢٥ ـ ٣٩٣ ب ١٤ ، تقريب المعارف ص ٢٠٧ ـ ٢١٤ ، كنز الفوائد ج ٢ / ١١٤ ـ ١٣٤.