قال : هو أول من سمّي أمير المؤمنين ، وأول من سنّ قيام شهر رمضان ـ بالتراويح ـ ، وأوّل من حرّم المتعة ، وأوّل من جمع الناس في صلاة الجنائز على أربع تكبيرات .. الخ.
وقال محمّد بن سعد ـ حيث ترجم عمر في الجزء الثالث من «الطبقات» ـ : وهو أوّل من سنّ قيام شهر رمضان ـ بالتراويح ـ وجمع الناس على ذلك ، وكتب به إلى البلدان ، وذلك في شهر رمضان سنة أربع عشرة ، وجعل للناس بالمدينة قارءين : قارئا يصلي التراويح بالرجال وقارئا يصلّي بالنساء .. الخ. وقال ابن عبد البر في ترجمة عمر من «الاستيعاب» : وهو الذي نوّر شهر الصوم بصلاة الإشفاع فيه (١).
وقال العلّامة المجاهد السيّد عبد الحسين شرف الدين أعلى الله مقامه :
«إنّ صلاة التراويح ما جاء بها رسول الله صلىاللهعليهوآله ولا كانت على عهده بل لم تكن على عهد أبي بكر ، ولا شرّع الله الاجتماع لأداء نافلة من السنن غير صلاة الاستسقاء. وإنّما شرّعه في الصلوات الواجبة كالفرائض الخمس اليومية وصلاة الطواف والعيدين والآيات وعلى الجنائز.
وكان رسول الله صلىاللهعليهوآله يقيم ليالي رمضان بأداء سننها في غير جماعة ، وكان يحض على قيامها فكان الناس يقيمونها على نحو ما رأوه صلىاللهعليهوآله يقيمها.
وهكذا كان الأمر على عهد أبي بكر حتّى مضى لسبيله سنة ثلاث عشرة للهجرة وقام بالأمر بعده عمر بن الخطاب فصام شهر رمضان من تلك السنة لا يغيّر من قيام الشهر شيئا ، فلمّا كان شهر رمضان سنة أربع عشرة أتى المسجد ومعه بعض أصحابه ، فرأى الناس يقيمون النوافل وهم ما بين قائم وقاعد وراكع وساجد وقارئ ومسبّح ومحرم بالتكبير ومحلّ بالتسليم في مظهر لم يرقه ، ورأى من واجبه
__________________
(١) النص والاجتهاد ص ٢٣٢ نقلا عن البخاري.