ويوصل إلى المطلوب خامسا ؛ إذ بهذه المباحث يتوصل إلى إثبات العقائد ، وإثبات مباحث أخرى تتوقف عليها العقائد. وقد عرفت أنه قد جعل جميع ما يتوقف عليه إثبات العقائد من القضايا المكتسبة ، مقاصد في علمه ؛ كيلا يحتاج فيه إلى علم آخر ؛ فالمباحث المذكورة في هذه المراصد الخمسة مسائل كلامية ، وفي (أبكار الأفكار) تصريح بذلك ؛ حيث جعله مشتملا على ثمانى قواعد متضمنة لجميع مسائل الأصول : الأولى : فى العلم وأقسامه ، الثانية في النظر وما يتعلق به ، الثالثة : فى الطرق الموصلة إلى المطلوبات النظرية».
وقد سار على هذا النهج أيضا صاحب المقاصد ، وسماها المقصد الأول في المقدمات.
ومن المعلوم أن كتاب المواقف أهم كتب الكلام المطبوعة ، وقد اعتمد عليه معظم من أتى بعده من المتكلمين ، كما اهتم بشرحه ، والتعليق عليه كثير من العلماء حتى بلغت جملة الشروح ، والحواشى التى استطعت تعيينها أكثر من أربعين شرحا وحاشية (١). وهذا بدون شك يوضح لنا مدى أهمية كتاب (أبكار الأفكار) الّذي اختصره الإيجى في كتاب (المواقف).
ولأهمية هذا الكتاب نرى معظم المترجمين للآمدى يعرفونه به فيقولون : صاحب الأبكار.
كما يركز نقاد علم الكلام : كابن تيمية على نقد الآمدي في كتابه (أبكار الأفكار) فقد ألف كتاب (موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول) لنقد مناهج المتكلمين بعامة وخاصة منهج الأشاعرة بالصورة التى انتهى إليها على يد الآمدي ، والرازى ، ويركز بصفة أخص على (أبكار الأفكار) ، باعتباره أهم الكتب في علم الكلام ؛ فينقل في بعض المسائل صفحات كاملة من كتاب الأبكار ، ثم يحاول الرد عليها.
فمثلا في مسألة : إثبات الواجب. نقل ان تيمية أربع لوحات من كتاب الأبكار من ل ٤١ / ب ـ ٤٤ / أفي كتابه درء تعارض العقل والنقل ، كما نقل مئات النقول في بقية
__________________
(١) انظر مقدمة أبكار الأفكار ـ رسالة دكتوراه بكلية أصول الدين ص ١٦٦ ، ومقدمة شرح المواقف تحقيقنا ص ٦ ـ ٨.
نشر مكتبة الأزهر.