وعلى هذا : فلا يبعد أن يكون المراد من قوله : (تُبْتُ إِلَيْكَ) : أى رجعت (١) عن طلب الرؤية عند قوله ـ تعالى ـ (لَنْ تَرانِي) وقوله ـ عليهالسلام ـ : (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (٢) ليس المراد به ابتداء الإيمان منه في تلك الحالة بالله ـ تعالى ؛ بل المراد إضافة الأولوية إليه لا إلى الإيمان ، ومعناه : وأنا أول المؤمنين.
الثانى : أنه وإن كانت توبته تستدعى سابقة الذنب ؛ فليس فيه ما يدل على أن الذنب في سؤاله ؛ بل جاز أن تكون التوبة عما تقدم من الذنوب قبل السؤال ؛ لما رأى من الأهوال ، والآية العظيمة من تدكدك الجبل ، على ما هو عادة المؤمنين الصلحاء من تجديد التوبة عما سلف ، إذا رأوا آية (٣) عظيمة (٣) ، وأمرا مهولا.
__________________
(١) فى ب (رجعت إليك).
(٢) سورة الأعراف ٧ / ١٤٣.
(٣) فى ب (الآية).