ولا يخفى أن الجمع بين الدليلين أولى من تعطيل أحدهما ، والعمل بالآخر.
سلمنا (١) ظهور ما ذكروه (١) / وترجحه ؛ ولكن إن دل على نفى الرؤية فلا يلزم (٢) منه (٢) انتفاء الجواز.
وقوله ـ تعالى ـ : (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) (٣) ليس فيه ما يدل على كونه محجوبا حالة الوحى ؛ وإلا لما كان الترديد مفيدا.
وأما وصف من طلب الرؤية بالعتوّ ؛ فلم يكن لكونه غير مرئى ؛ بل لأنه طلب ذلك على طريقة (٤) التعجيز ، والتشكيك في نبوة المرسل إليه على ما سلف (٥).
وقوله ـ تعالى ـ (لَنْ تَرانِي) فقد سبق جوابه أيضا (٦).
وما ذكروه من الشبه العقلية ، فقد أبطلناها أيضا ؛ فيما تقدم (٧).
فهذا ما عندنا في هذه [المسألة (٨)] والله أعلم.
تم تحقيق الجزء الأول والحمد لله رب العالمين
ويليه إن شاء الله تعالى الجزء الثانى
وأوله النوع الرابع في إبطال التشبيه
وما لا يجوز على الله تعالى
__________________
(١) فى ب (وإن سلمنا ظهور ما ذكرتموه).
(٢) فى ب (فلا يدل على).
(٣) سورى الشورى ٤٣ / ٥١.
(٤) فى ب (سبيل).
(٥) انظر ل ١٣٨ / ب.
(٦) انظر ل ١٣٥ / أ.
(٧) انظر ل ١٢٩ / أ.
(٨) ساقط من أ.