وإن كان موجبا بالذات : فيلزم من دوامه ، دوام موجبه ؛ وهو المعارض ، ويلزم من دوام المعارض ؛ امتناع حدوث العالم.
الرابع عشر (١) :
لو كان العالم حادثا : فإما أن يكون الرب ـ تعالى ـ تاركا له فى الأزل ، [أو لا يكون (٢)].
فإن (١١) / / كان الأول : فالترك عبارة عن موجود مقدور مضاد للمتروك على ما تقدم تحقيقه (٣) ويلزم من ذلك : امتناع وجود العالم فيما لا يزال ؛ لأن ضده موجود أزلى والموجود الأزلى لا يزول.
وإن كان الثانى : فالعالم قديم ؛ وهو المطلوب. فهذه هى خلاصة ما يمكن أن تجد من الشبه المشبهة ، أوردناها بأحسن تحرير ، وتقرير.
وأما ما وراء ذلك مما أورده برقلس (٤) ، وغيره بأمور لا حاصل لها يمكن معرفة فسادها بأوائل النظر لمن لديه أدنى حظ من الفطانة آثرنا الإعراض عن ذكرها ، وتسويد الأوراق بها شحا على الزمان بتضييعه في ذكر ما لا يفيد (٥) :
والجواب :
قولهم : حقيقة الموضوع فى كل مقدمة ، إما أن تكون هى نفس المحمول فيها ، أو هو موصوف به.
قلنا : / بل موصوف به.
__________________
(١) الشبهة الرابعة عشرة من شبه الخصوم القائلين بقدم العالم وقد رد الآمدي على هذه الشبهة فيما يلى ١٠٣ / أ.
(٢) ساقط من (أ).
(١١)/ / أول ل ٥٢ / ب من النسخة ب.
(٣) راجع ما تقدم فى الجزء الأول ـ القاعدة الرابعة ـ الجزء الأول ـ القسم الأول ـ النوع السادس ـ الفرع السابع ـ الفصل الحادى والعشرون : فى الترك وتحقيق معناه ل ٢٥٧ / أ.
(٤) برقلس : ولد بالقسطنطينية سنة ٤١٢ م. وتلقى تعليمه فى الإسكندرية ثم فى أثينا ، حيث صار زعيم المدرسة الفلسفية بها ، وهو من القائلين بقدم العالم ، ويعتبر برقلس آخر وأشهر ممثلى الأفلاطونية الجديدة. توفى سنة ٤٨٥ م وقد ذكر الشهرستانى شبه برقلس فى قدم العالم. ورد عليها فى كتاب خاص (الملل والنحل للشهرستانى ٢ / ١٤٩ وما بعدها). وقد ترجم له ابن النديم فى الفهرست ص ٢٥٢ وذكر مصنفاته. كما نشر له الدكتور عبد الرحمن بدوى رسالة فى قدم العالم فى كتابه «الأفلاطونية المحدثة عند العرب ونشر فى القاهرة سنة ١٩٥٥ م.
(٥) وقد نقل الشهرستانى فى كتابه نهاية الأقدام ص ٤٥ وما بعدها بعض الشبه التى أوردها برقلس ورد عليها بالتفصيل ص ٤٦ وما بعدها.