وجهه ، وقال : يا أيها الناس ، من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة البدري ، أبو ذر الغفاري (١) ، سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بهاتين وإلا فصمّتا ، ورأيته بهاتين وإلا فعميتا ، يقول : «علي قائد البررة ، وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله» أما إني صليت مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوما من الأيام صلاة الظهر ، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد فرفع السائل إلى السماء ، وقال : اللهمّ ، اشهد أني سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئا ، وكان علي راكعا فأومأ بخنصره اليمنى وكان يتختم فيها ، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره وذلك بعين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلما فرغ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال : «اللهمّ ، إن موسى سألك فقال : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي ، وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي ، يَفْقَهُوا قَوْلِي ، وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي ، هارُونَ أَخِي ، اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي ، وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) [طه ٢٥ ـ ٣٢] ، فأنزلت عليه : (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا) [القصص : ٣٥] ، اللهم وأنا محمد نبيك ووصيك وصفيك ، اللهمّ ، فاشرح صدري ، ويسر لي أمري ، واجعل لي وزيرا من أهلي ، عليّا اشدد به ظهري» قال أبو ذر : فما استتم رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم الكلمة حتى نزل جبريل عليهالسلام من عند الله تعالى ، فقال : يا محمد ، اقرأ. فقال : وما
__________________
(١) أبو ذر الغفاري : جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد ، من بني غفار أبو ذر الصحابي الجليل ، المتوفى سنة ٣٢ ه ، أحد النجباء ، قديم الإسلام ، يقال : أسلم بعد أربعة وكان خامسا ، يضرب به المثل في الصدق ، وهو أول من حيّا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بتحية الإسلام ، هاجر بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى بادية الشام ، وأقام إلى وقت عثمان ، وسكن دمشق ، وجعل ديدنه تحريض الفقراء على مشاركة الأغنياء في أموالهم وإنكار عبث معاوية وولاة عثمان بأموال الأمة ، فشكاه معاوية إلى عثمان الذي طلبه إلى المدينة فنفاه إلى الربذة ، وسكنها إلى أن مات غريبا. أخباره كثيرة ، وفي سيرته كتب منها : لأبي منصور ظفر بن حمدون. ذكره النجاشي ، ومثله لابن بابويه القمي ، وآخر لعلي ناصر الدين وغيرها. وروى عنه أئمتنا الخمسة ، والشريف السيلقي ، وأبو الغنائم النرسي ، والجماعة.
المصادر : معجم رجال الاعتبار وسلوة العارفين ترجمة برقم (١٥٨). وانظر بقية المصادر هناك.