أقرأ؟ قال اقرأ : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) [المائدة : ٥٥] (١).
فهذه نبذة من الآثار المتفق عليها جعلتها تذكرة للمنتهي ، وتبصرة للمبتدي ، وتنكبنا رواية الشيعة على اتساع نطاقها ، وثبوت ساقها ، ليعلم المستبصر أن دليل الحق واضح المنهاج ، مضيء السراج ، فصح الموضع الأول.
وأما الموضع الثاني وهو أن ذلك يفيد الإمامة فلأن السابق إلى الأفهام من معنى لفظ: ولي المالك للتصرف ، كما يقال : هذا ولي المرأة وولي اليتيم الذي يملك التصرف عليهما ، فلما كان الله تعالى مالكا للتصرف على عباده وكذلك الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وجب ذلك لعليعليهالسلام بمقتضى هذه الآية ، فثبتت بذلك إمامته عليهالسلام ، وإذ قد فرغنا بما يتعلق بمعنى الآية فلنذكر الخبر وما يتعلق بمعناه.
ومن (مسند ابن حنبل) رفعه إلى البراء بن عازب قال : كنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في سفر فنزلنا بغدير خم ، ونودي فينا الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال لهم : «من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه» فلقيه عمر فقال : هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة (٢).
__________________
(١) الحديث في عمدة عيون صحاح الأخبار تفسير آية (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ) ص ١١٩ ـ ١٢١ برقم (١٥٨) بطوله ، وعزاه إلى (تفسير الثعلبي) المخطوط ص ٧٤ وغاية المرام ص ١٠٤.
(٢) حديث الغدير : أخرجه ابن البطريق في كتاب (العمدة) الفصل الرابع عشر في ذكر يوم غدير خم برقم (١١٣) بسنده عن البراء بن عازب ، وفيه : وكسح لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي فقال : «ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا : بلى ، قال : ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا : بلى ، قال : فأخذ بيد علي عليهالسلام فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ...» إلخ. قال جعفر سبحاني محقق كتاب (العمدة) : هو في مسند أحمد الجزء الرابع ص ٢٨١ ، وكتاب فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج ٢ / ص ٥٩٦ حديث (١٠١٦).