مخصوص ثم يعطف عليه بلفظ يحتمله ، إلا ومراده المخصوص الذي ذكره وقرره دون [أن يكون أراد بها غيره] (١) ما عداه ، يوضح ذلك ويزيده بيانا أنه لو قال : ألستم تعرفون داري التي في موضع كذا ثم وصفها وذكر حدودها ، فإذا قالوا : بلى.
قال لهم : فاشهدوا أن داري وقف على المساكين ، وكانت له دور كثيرة لم يجز أن يحمل قوله في الدار التي وقفها على أنها الدار التي قررهم على معرفتها [ووصفها] وكذلك لو قال مثل ذلك في عبد من عبيده (٢) وقال : اشهدوا أن العبد حر ، حمل على من قدّم ذكره دون غيره.
وإذا كان الأمر على ما ذكرناه ثبت أن مراد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم [بقوله] : «من كنت مولاه فعلي مولاه» بمعنى الأولى الذي قدم ذكره وقرره ولم يجز أن يصرف إلى غيره من سائر أقسام لفظة (مولى) وما يحتمله ، وذلك يوجب أن عليا عليهالسلام أولى بالناس من أنفسهم ، بما ثبت أنه مولاهم ، [مما أثبت النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بنفسه أنه مولاهم] ، وأثبت له القديم تعالى أنه أولى بهم من أنفسهم ، فثبت أنه أولى بهم من أنفسهم ، فثبت أنه أولى بلفظ الكتاب العزيز وثبت أنه مولى بلفظ نفسه ، فلو لم يكن المعنى واحدا لما تجاوز ما حد له في لفظ الكتاب العزيز إلى لفظ غيره ، فثبت لعلي عليهالسلام ما ثبت له في هذا المعنى من غير عدول إلى معنى سواه ، ويزيده بيانا أيضا أنا نتصفح جميع ما تحتمله لفظة (مولى) من الأقسام التي يعبر بها عنها ، وننظر ما يصح
__________________
(١) ليس في الأصل والزيادة في (العمدة) لابن البطريق ، وما زال الكلام لابن البطريق انظر من ص ١١٢ ـ ١١٩ من كتاب (العمدة).
(٢) قال في (العمدة) وكذلك لو قال لهم : ألستم تعرفون عبدي فلانا (النوبي) فإذا قالوا : بلى. قال لهم : فاشهدوا أن عبدي حر لوجه الله تعالى وكان له مع ذلك عبيد سواه لم يجز أن يقال : إنه أراد إلا عتق من قدرهم على معرفته دون غيره من عبيده وإن اشترك جميعهم في اسم العبودية (كتاب العمدة) ص ١١٤.