والأخ عند المنصف أولى من الصاحب ، وصاحب اللواء الناس تبعه ونفسه نفسه بدليل خبر المباهلة الذي أطبق أهل النقل عليه وولده ولده ، وخرجت الزوجات من إطلاق لفظ النساء بإخراجه فاطمة عليهاالسلام وحدها دون زوجاته رضي الله عنهن ، وكم من آية يمرون عليها وهم عنها معرضون ، وما يعقلها إلا العالمون.
وحديث سورة براءة وما كان منها (١) ، والكلمات الخمس بعدها وإذا كانت نفس علي نفسه فكيف يجوز لنفس أن تقدم على نفس رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ومن (مسند ابن حنبل) حديث الأبواب الذي كانت إلى المسجد وسدها قال يوما : «سدوا هذه الأبواب إلا باب علي» ، فتكلم في ذلك ناس قال : فقام رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي ـ عليهالسلام ـ فقال فيه قائلكم : والله ما سددت شيئا ولا فتحته ولكني أمرت بشيء فاتبعته» ، ثم كرره بأسانيده ثلاثا أو أربعا ، في بعضه زيادات من قول أبي بكر وعمر والعباس (٢) ، وكل ذلك دليل على مزية الاختصاص توجب الإقرار بالتقديم ؛ لأنه لا ينبغي للأمة أن تخرج من أدخله الله ورسوله وميزه على الكافة من خلاصة أصحابه رضي الله عنهم.
ومن (مناقب الفقيه ابن المغازلي) رواه بإسناده إلى عدي بن ثابت قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المسجد فقال : «إن الله أوحى إلى نبيه موسى أن ابن مسجدا طاهرا لا يسكنه إلا موسى وهارون وأبناء هارون ، وإن الله أوحى إلي أن ابن
__________________
(١) انظر العمدة في (عمدة عيون صحاح الأخبار) لابن البطريق الفصل الثامن عشر في ذكر أخذه عليهالسلام لسورة براءة ص ١٦٠ ـ ١٦٦ ، بأرقام (٢٤٥ إلى ٢٥٤).
(٢) المصدر السابق ص ١٧٥ ، الفصل العشرون في سد الأبواب بأرقام (٢٧٠ ، ٢٧١ ، ٢٧٢) ص ١٤٣ ـ ١٧٤ ، وهو في فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل ج ٢ ص ٥٨ (خ) ٩٨٥ ، وفضائل الصحابة لابن حنبل ج ٢ ص ٦٥٩ (خ) ١١٢٣ ، ومسند أحمد بن حنبل ج ٢ / ص ٢٦.