وعشية من عشاء الدنيا لقوله (غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَواحُها شَهْرٌ) أي مقدار شهر وقوله (خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ) و (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ).
قوله سبحانه :
(وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) ثم قال (لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ) وقال في الكفار (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ) وفي المنافقين (انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ) فكيف يجمع الكافرين والمنافقين مع الأنبياء والصديقين أما قوله (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) خطاب لمن تقدم من قوله (وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُ) إلى قوله (صِلِيًّا) إنه يحضرهم حولها جثيا وإنه ينزع من الذين (أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيًّا) وإنه أعلم بمن هو (أَوْلى بِها صِلِيًّا) فلو كان يدخل جميعهم النار لما كان هذا التقديم والعلم وإنه يخص هؤلاء بإحضار حول جهنم وإنه أعلم بالمستحق لصليها معنى فكيف يجوز أن يقدم ذلك ثم يقول إني أدخل بعد ذلك المنكر والمقر والمؤمن والكافر جهنم جميعهم فلما تقرر ذلك فإنه رجع بالخطاب إلى هؤلاء المذكورين وشبيه ذلك في قصة موسى (وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً) إلى قوله (ما رَزَقْناكُمْ) فرجع الإخبار عن الغائب إلى مخاطبته كذلك هنا كما قال (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ) الآية وقال ابن مسعود والحسن وقتادة وأبو مسلم والزجاج قد يكون الورود الإشراف قوله (وَلَمَّا وَرَدَ ماءَ مَدْيَنَ فَأَرْسَلُوا وارِدَهُمْ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا) والإنجاء إنما يكون من المخوف لا من الواقع تقول نجيت فلانا من القتل والضرب.
قوله سبحانه :
(يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً) وقد كتموه حيث قالوا (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) المعنى ودوا لو تسوى بهم الأرض ولا يكتمون الله حديثا على التمني يقال يا ليتني ألقاه وأصبر على كلامه وليت هذين اجتمعا لي ثم إن قوله (وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً) ظاهرا عنده وإن كتموه فقد علمه.
قوله سبحانه :
(ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قالُوا وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ. انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا) الآية