سُوءَ الْعَذابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ) دخلت الواو هاهنا قال الفراء معنى الواو أنه كان يمسهم من العذاب عند التذبيح كأنه قال يعذبونكم بغير الذبح وإذا طرحت كان تفسير الصفات للعذاب.
قوله سبحانه :
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) وقال في سورة الحج (وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا فَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) أدخل الفاء في الآية الثانية ولم يدخل في الأولة لأن ما دخل فيه الفاء من خبر الذي وأخواته مشبه بالجزاء وما يكون فيه فاء فهو على أصل الخبر فإذا قلت مالي فهو لك جاز على وجه ولم يجز على وجه فإن أردت أن معنى الذي فهو جائز وإن أردت أن مالي تريد به المال ثم تضيف ذلك كقولك غلامي لك لم يجز كما لا يجوز فهو لك.
قوله سبحانه :
(وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) أدخل الباء في الآيات دون الثمن وفي سورة يوسف أدخله في الثمن قوله (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ) قال الفراء إنما كان كذلك لأن العروض كلها أنت مخير فيها في إدخال الباء إن شئت قلت اشتريت الثوب بكساء وإن شئت قلت اشتريت بالثوب كساء أيهما جعلته ثمنا لصاحبه جاز فإذا جئت إلى الدراهم والدنانير وضعت الباء في الثمن كقوله (بِثَمَنٍ بَخْسٍ) لأن الدراهم ثمن أبدا.
قوله سبحانه :
(حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها) وقوله (حَتَّى إِذا رَكِبا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَها) وقال (حَتَّى إِذا لَقِيا غُلاماً فَقَتَلَهُ) عطف القتل على لقاء الغلام بالفاء ولم يدخل في خرق السفينة ولا على الاستطعام لأهل القرية لأن اللقاء لما كان سببا للقتل أدخلت الفاء إشعارا بذلك ولما لم يكن المركوب في سفينة سببا لخرقها ولا إتيان القرية سببا للاستطعام لم يدخل الفاء
فصل
قوله تعالى : (لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللهُ لَكَ) وقوله (رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَ) حذف الألف من إحدى الكلمتين دون الأخرى فرقا بين الاستفهام والخبر لأن قوله (لِمَ