نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) وقيل (إِنَّ اللهَ مَعَنا) أي يرانا لأن الله مع البر والفاجر والمؤمن والكافر قوله (ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سادِسُهُمْ) الآية قوله (فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ) إنما نزلت السكينة على النبي ص لأن الضمائر من قبل ومن بعد تعود إلى النبي بلا خلاف قوله (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا) وكذلك فيما بعده قوله (سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ) فكيف يتخللهما ضمير عائد إلى غيره وكيف ينزل جنود الملائكة على الأول وفي هذا إخراج النبي ص من النبوة ثم إن الله تعالى قال في يوم حنين (ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ) يعني تسعة نفر من بني هاشم وقال في ليلة الغار ثم أنزل الله سكينته عليه لأنه لم يره موضعا لتزيلها معه
فصل
قوله تعالى : لإبراهيم ع (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) والشرك أكبر الظلم قوله (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) فقال إبراهيم (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) وتبرأ ممن لا يقتدى به فقال (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) فقد ختم الله تعالى أن من عبد الأصنام لا يصلح للإمامة ولا شك أن العرب كانوا عباد الأصنام إلا المعصومين.
قوله سبحانه :
(وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) قد ثبت بمقتضى العقل عصمة الإمام وأنه يجب أن لا يختار فعلا قبيحا وقد حصل الإجماع على أن الجماعة لم يكونوا مقطوعين على عصمتهم فكيف يكونون أئمة مع عدم الصفة الواجبة في الإمام ثم إن كل من أوجب من الأمة عصمة الإمام قطع على أنه لا حظ لهم في الإمامة وقد ثبت أن النبي ص قد نص بالإمامة على علي ومع ثبوت ذلك لا إمامة لغيره وقامت الدلالة أيضا على أن الإمام يجب أن يكون محيطا بعلوم الدين دقيقة وجليلة ومعلوم أنهم كانوا يقفون في أشياء كثيرة من الدين ويرجعون فيها إلى غيرهم.
قوله سبحانه :
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) الآية أخطأ من قال إنها نزلت في الثاني