(٣٤ /٢) الخطاب متوجه إلى آدم وحواء وذريتهما لأن الوالدين يدلان على الذرية كما حكى إبراهيم وإسماعيل (رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا) والخطاب يختص آدم وحواء وخاطب الاثنين بالجمع لأن التثنية أول الجمع قوله (إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ) أراد لحكم داود وسليمان والخطاب لآدم وحواء ولإبليس اللعين والجميع مشتركون في الأمر بالهبوط وقد جرى ذكر إبليس في قوله (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ).
قوله سبحانه :
(يا آدَمُ إِنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلا يُخْرِجَنَّكُما مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقى) الخطاب إلى آدم خاصة فبخطابه اكتفى من خطاب حواء ومثله (عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ) وقيل إن الله تعالى خص آدم بالمخاطبة دون حواء لبيان فضله على حواء كما قال (فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى) والمعنى ويا هارون نظيره (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ) وقيل إن الله تعالى خص آدم بالخطاب دون حواء وفي خطاب المتبوع خطاب التابع لأنه داخل في حكمه كما قالوا (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَ) وقيل خاطب آدم دون حواء لأنها خلقت من آدم فكانت كعضو منه
فصل
قوله تعالى : (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ) وقال (أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ) انجر بأحكم الحاكمين مع الإضافة لزوال اللبس ولم ينجر بأعلم مع عدمها خوف اللبس وعلامة عدم الصرف.
قوله سبحانه :
(أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ) وفي موضع (ادْخُلُوا مِصْرَ) إن أسماء البلدان لا تنصرف في المعرفة وتنصرف في النكرة وقال بعضهم أسماء البلدان إذا كانت على ثلاثة أحرف أوسطها ساكن إن شئت صرفته لخفته وإن شئت لم تصرفه لتأنيثه وتعريفه مثل مصر وبلخ وكذلك أسماء الإناث مثل هند ودعد.
قوله سبحانه :
(وَالطُّورِ وَكِتابٍ مَسْطُورٍ) وقوله (وَرَفَعْنا فَوْقَهُمُ الطُّورَ) ثم قال