الأمر وترك بعضه على لفظ الخبر وقوله (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ) وقوله (ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً) إنما جاز ذلك حين علم أن الأمر لا يصح هناك وتحويل الأمر إلى الخبر (لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) ومثله (وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً) وإلى التهديد (اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ) وإلى التعجب (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا) وإلى التخيير (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ) وإلى الدعاء والسؤال (اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا) و (قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ) وإلى الوجوب (آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ أَقِيمُوا الصَّلاةَ) وإلى الندب (وَأَطْعِمُوا الْقانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) وإلى الإباحة (فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا) وإلى التحدي (فَأْتُوا بِسُورَةٍ) وتحويل الدعاء إلى الخبر (قاتَلَهُمُ اللهُ) إمرؤ القيس:
هوت أمه ما يبعث الصبح غاديا |
|
وما ذا يؤدي الليل حين يئوب. |
لفظ الاستفهام للتبعيد (أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشاءُ اللهُ أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا) وللتعجب (عَمَّ يَتَساءَلُونَ) ثم قال (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ) ثم قال (لِيَوْمِ الْفَصْلِ) وللتوبيخ (أَتَأْتُونَ الذُّكْرانَ أَأَنْتَ فَعَلْتَ هذا) لفظ الاستفهام ولا يراد به الاستفهام (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ) لفظ الماضي للحال (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ) أي أنتم خير أمة.
وللاستقبال (أَتى أَمْرُ اللهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) وإنما قال أتى لقوله (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) عبر بلفظ الماضي ليكون أبلغ في الموعظة وإن قوله (فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ) يدل على أنه بمعنى يأتي (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) و (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) ونحوها لأن الله تعالى إذا أخبر بشيء فلا بد من كونه فكأنه واقع و (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ وَنادى أَصْحابُ النَّارِ أَصْحابَ الْجَنَّةِ) الحطيئة: شهد الحطيئة حين يلقى ربه أن الوليد أحق بالغدر لفظ المستقبل للماضي (إِنَّ مَثَلَ عِيسى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِياءَ اللهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً) وأما قوله (وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) أي كان ويكون وهو كائن قال الفراء في قوله (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ) أتى بمستقبل ثم عطف عليه بماض في قوله (وَأَصابَهُ الْكِبَرُ) وإنما جاز ذلك في يود لأنها تتلقى مرة بأن ومرة بلو فجاز أن يقدر أحدهما مكان الأخرى لاتفاق المعنى فكأنه قال أيود أحدكم لو كان له جنة من نخيل وأعناب وأصابه الكبر وقال الرماني إنه قد دل بأن على الاستقبال ويتضمن الكلام معنى لو على التمني كأنه قيل