أيحب ذلك متمنيا له والتمني يقع على الماضي والمستقبل وقال أبو علي الفارسي جاء في القرآن من ذلك كثير قوله (وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلى رَبِّهِمْ وَلَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَلَوْ تَرى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا) وما لفظه لفظ الخبر ومعناه الأمر (وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَما تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللهِ وَما تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) الآية وما لفظه لفظ الخبر ومعناه الحكاية (كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرائِيلَ إِلَّا ما حَرَّمَ إِسْرائِيلُ عَلى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْراةُ) فهذا حكاية لقول اليهود إنهم ادعوا ذلك في كتابهم يدل عليه ما بعده (قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) ومثله (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعاً) يدل عليه قوله (قُلِ اللهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا).
خطاب الواحد بلفظ الجمع (وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْساً فَادَّارَأْتُمْ فِيها) والقاتل واحد (فَعَقَرُوها فَأَصْبَحُوا نادِمِينَ) والقاتل رجل اسمه قدار هذا كما يقال فعلت بنو تميم كذا وقتل بنو فلان فلانا وإن كان الفاعل أو القاتل واحدا منهم ومنه قراءة من قرأ (فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ) بتقديم المفعولين على الفاعلين وهو اختيار الكسائي وثعلب اسم واحد يراد به الجمع قوله (ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً) والمراد به الأطفال (يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍ وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ وَما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَداً وَما تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ وَما كانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) ومن جمع فلاختلاف الصلاة كما قال (إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ) قال أبو عبيدة (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ) معناه على أسماعهم ويجوز أن يكون موضع سمعهم فحذف لدلالة الكلام عليه ويكون المراد بالمصدر لأنه يدل على القليل والكثير (الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ) عبر عن الواحد بلفظ الجمع لأمرين أحدهما أن تقديره جاء بالقول من قبل الناس فوضع كلامه موضع كلامهم والثاني أن الواحد يقوم مقام الناس لأن الإنسان إذا انتظر قوما فجاء واحد منهم قد يقال جاء الناس إما لتفخيم الشأن وإما لابتداء الإيقان بيت : جاء الشتاء وقميصي أخلاق.
لفظ جمع يراد به الواحد (ما كانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَساجِدَ اللهِ) يعني المسجد الحرام (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ) وهو رجل نادى يا محمد إن مدحي زين وإن شتمي شين (وَلْيَشْهَدْ عَذابَهُما طائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) الطائفة خرجت من حيز الواحد ودخلت في آخر