منه كما قال (فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيها بِغَيْرِ حِسابٍ).
قوله سبحانه :
(هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً لَكُمْ مِنْهُ شَرابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ) قوله (وَمِنْهُ شَجَرٌ) فيه وجهان أحدهما أن يكون المراد سقى شجر وشرب شجر فحذف المضاف وأضاف المضاف إليه مقامه ومثله (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) أي حبه والوجه الآخر أن يكون المراد من جهة الماء شجر ومن سقيه وإنباته شجر فحذف الأول وخلفه الثاني كما قال زهير :
أمن أم أوفى دمنة لم تكلم |
|
بحوماته الدراج فالمتلثم |
فصل
قوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) وقوله (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ) وقوله (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً كَثِيرَةً) قال الزجاج وجه الجمع بينها في المعنى أن جزاء الله على الحسنات على التضعيف للمثل الواحد الذي هو النهاية في التقدير في النفوس ويضاعف الله من ذلك إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة ففائدة ذلك أنه لا ينقص من الحسنة عن عشرة أمثالها وفيما زاد على ذلك يزيد من يشاء من فضله قال قوم المعنى (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) المستحق عليها مقداره لا يعلمه إلا الله وليس يريد بذلك عشر أمثالها في العدد كما يقول القائل للعامل الذي يعمل معه لك من الأجر مثل ما عملت أي ما تستحقه بعملك وقال آخرون المعنى في ذلك أن الحسنة لها مقدار من الثواب معلوم لله تعالى فأخبر الله تعالى أنه لا يقتصر بعباده على ذلك بل يضاعف لهم الثواب حتى يبلغ في ذلك ما أراد وعلم أنه أصلح لهم ولم يرد العشرة بعينها لكن أراد الأضعاف كما يقول القائل لئن أسديت إلي معروفا أكافيك بعشر أمثاله وعشر أضعافه.
قوله سبحانه :
(فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ) إن ذلك متصور وإن لم ير نحو قوله (طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ) أيضا فقد رأى ذلك في الجاورس والسمسم ونحوهما وقيل إن