بِمِقْدَارِ أَدَائِهِ فَقَالَ مَا تَقُولُ فِي جَمَلٍ أُخْرِجَ مِنَ الْبَحْرِ فَقَالَ إِنْ شَاءَ فَلْيَكُنْ جَمَلاً وَإِنْ شَاءَ فَلْيَكُنْ فِيلاً إِنْ كَانَ عَلَيْهِ فُلُوسٌ أَكَلْنَاهُ وَإِلَّا فَلَا.
(باب فيما يحكم عليه الفقهاء)
فصل
قوله تعالى : (وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا) (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ) يدلان على نجاسة المني لأنه تعالى أطلق عليه اسم التطهير والتطهير إما بالغسل أو الوضوء أو إزالة النجاسة وقوله (لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ) يدل على تقديم النجاسة في الشرع بالإطلاق وقد فسر (رِجْزَ الشَّيْطانِ) بأنه أثر الإسلام والرجز والرجس والنجس بمعنى واحد بدلالة قوله (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ) أي عبادة الأوثان وَقَدْ رَوَى الْمُخَالِفُونَ عَنِ النَّبِيِّ ص إِنَّمَا يُغْسَلُ الثَّوْبُ مِنَ الدَّمِ وَالْبَوْلِ وَالْمَنِيِّ. ومن قال إنه طاهر لأن الأنبياء خلقوا منه فإنهم أيضا خلقوا من العلقة التي هي الدم الجامد وهو نجس بالاتفاق.
قوله سبحانه :
(وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ) معناه من النجاسة لأن هذا حقيقة وإذا حمل على غيره كان مجازا ويحتاج إلى دليل.
قوله سبحانه :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ) أجمع أهل التفسير على أن المراد به إذا قمتم من النوم وإن الآية خرجت على سبب يقتضي ما ذكرناه فكأنه قال إذا قمتم من النوم وظاهر هذا يوجب الوضوء من كل نوم على أي حال كان.
قوله سبحانه :
(أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ) كناية عن الجماع لا غير بدليل إجماع الفرقة ثم إن الطهارة قد ثبتت ونقضها بما يدعونه محتاج إلى دليل.
قوله سبحانه :
(حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ) تحريم مطلق يتناول أجزاء الميتة في كل حال و