مثل ما وجب للنبي ص بحق النبوة.
قوله سبحانه :
حكاية عن حملة العرش (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً) إلى ثلاث آيات وقوله (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا هَبْ لَنا مِنْ أَزْواجِنا وَذُرِّيَّاتِنا قُرَّةَ أَعْيُنٍ) ولا يسبق النبي ص في فضيلة وليس أخص بهذه الدعاء وبهذه الصفة منه ومن ذريته فقد وجب لهم الإمامة ويستدل على إمامتهما بما رواه الطريقان المختلفان والطائفتان المتباينتان من نص النبي ص على إمامة الاثني عشر وإذا ثبت ذلك فكل من قال بإمامة الاثني عشر قطع على إمامتهما ويستدل أيضا بِالْخَبَرِ الْمَشْهُورِ أَنَّهُ قَالَ ص ابْنَايَ هَذَانِ إِمَامَانِ قَامَا أَوْ قَعَدَا.أثبت لهما الإمامة بموجب القول سواء نهضا بالجهاد أو قعدا عنه دعيا إلى أنفسهما أو تركا ذلك ويستدل أيضا بإجماع أهل البيت ع لأنهم أجمعوا على إمامتهما وإجماعهم حجة ويستدل أيضا بما قد ثبت بلا خلاف أنهما دعوا الناس إلى بيعتهما والقول بإمامتهما فلا يخلو من أن يكونا محقين أو مبطلين فإن كانا محقين فقد ثبت إمامتهما وإن كانا مبطلين وجب القول بتفسيقهما وتضليلهما وهذا لا يقوله مسلم ويستدل أيضا بما قد ثبت أنهما قد خرجا وادعيا الإمامة ولم يكن في زمانهما غير معاوية ويزيد وهما قد ثبت فسقهما بل كفرهما فيجب أن يكون الإمامة للحسن والحسين ع ويستدل أيضا بأن طريق الإمامة لا يخلو إما أن يكون هو النص أو الوصف أو الاختيار وكل ذلك قد حصل في حقهما فوجب القول بإمامتهما ويستدل أيضا بطريقة العصمة والنصوص وكونهما أفضل الخلق يدل على إمامتهما.
فصل
قوله تعالى : (ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ) استدل بعض النواصب بها على أن الحسن والحسين لم يكونا ابني النبي ص وهذا باطل لأنهما كانا طفلين وإنما نفى أن يكون أبا الرجال البالغين ثم إنه قد صح بالإجماع وبآية المباهلة (أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ) الحسن والحسين وقد أجمع المفسرون أن الآية نزلت في زيد بن حارثة لأنهم كانوا يسمونه زيد بن محمد فبين الله تعالى أن محمدا ليس بأب أحد من الرجال.