قوله سبحانه :
(ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الْآياتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ) وإن كان حكمة فإنما وصفه بأنه حكيم لما كان فيه من الدلالة بمنزلة الناطق بالحكمة حسن وصفه بأنه حكيم من هذه الجهة كما وصفت بأنها دليل لما فيها من الدليل والبرهان.
قوله سبحانه :
(رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها) ويكون فيها الأطفال والمجانين وإنما قلنا ذلك تغليبا للأكثر كقولك قال أهل البصرة وإن كان قولا لبعضهم
فصل
قوله تعالى : (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) علق الخلود بدوام السماوات والأرض وهما يفنيان الجواب أنما علق به على طريق التبعيد وتأكيد الدوام تقول العرب لا أفعل كذا ما لاح كوكب وما أضاء الفجر وما اختلف العصران وما تغنت حمامة ونحوها ومرادهم التأبيد ويجري ذلك مجرى قولهم لا أفعل كذا أبدا لأنهم يعتقدون أنه لا يزول ولا يتغير وعباراتهم تجري بحسب اعتقاداتهم لا بحسب ما يجري عليه الشيء في نفسه كما اعتقد بعضهم في الأصنام أن العبادة تحق لها فسماها آلهة بحسب اعتقاده لا بحسب الحقيقة وقيل إنه أراد به الشرط وعنى بالآية دوام السماوات والأرض المبدلتين لأنه تعالى قال (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) فأعلمنا أنهما تبدلان وقد يجوز أن يديمهما بعد التغيير أبدا بلا انقطاع وإنما المنقطع هو دوام السماوات والأرض التي يعلم الله تعالى انقطاعهما ثم يزيدهم الله على ذلك ويخلدهم ويؤبد مقامهم.
قوله سبحانه :
(وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ) وفي موضع (مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ) لأن من لفظ الواحد ومعناها الجمع فمرة يحمل على اللفظ وأخرى على المعنى.
قوله سبحانه :
(لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ) وقوله (لَوْ لا جاؤُ عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَداءَ) وقوله