التضرع ولا يسمى ذلك نصرة على حال
فصل
قوله تعالى : (وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ) ولم يذكر طولها قال أبو مسلم الأصفهاني أي ثمنها لو بيعت كثمنها لو بيعتا كما يقال عرضت المتاع للبيع والمراد عظم قدرها وقيل إن العرب تصف الشيء بالعرض يقال بلاد عريضة وأرض عريضة قال إمرؤ القيس مواقع غيث في فضاء عريضة وقوله تعالى : (فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ) قال السدي أي يدعو الله كثيرا عند ذلك إنما قال عريض ولم يقل طويل لأنه أبلغ ألا ترى أن عرض الإنسان والدواب والأشجار والأنهار لا على حسب طولها ولأن العرض يدل على الطول ولا يدل الطول على العرض إذ قد يصح طويل ولا عرض له ولا يصح عريض ولا طول له لأن العرض الانبساط في خلاف جهة الطول والطول الامتداد في أي جهة كان وقيل عرضها كعرض السماوات والأرضين وطولها لا يعلمه إلا الله وقيل معناه أن لكل واحد من أهل الجنة نصيبه منها عرضها كعرض السماوات والأرض لقوله (وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا) فإذا كانت لكل واحد مغفرة فينبغي أن يكون له جنة مفردة ولا يلزم على هذا أن الجنة إذا كانت في السماء كيف يكون لها هذا العرض لأنه يزاد فيها يوم القيامة وَسُئِلَ النَّبِيُّ ص إِذَا كَانَتْ الْجَنَّةِ عَرْضُهَا بِعَرَضٍ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَأَيْنَ يَكُونُ النَّارِ فَقَالَ سُبْحَانَ اللهِ إِذَا جَاءَ النَّهَارِ فَأَيْنَ يَكُونُ اللَّيْلِ.
قوله سبحانه :
(فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ) قال الحسن تدل هذه الآية على أن الجنة في السماء والنار في الأرض فلذلك صح منهم الاطلاع وقال الطوسي يجوز أن يكون الجنة مخلوقة في غير السماوات والأرض وفي الناس من قال إن الجنة والنار ما خلقتا بعد وإنما يخلقهما الله تعالى على ما وصفه بقوله (كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ).
قوله سبحانه :
(إِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً. خالِدِينَ فِيها أَبَداً لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيراً) قالوا إن النار التي وعد الله مخلوقة لأن ما لا يكون مخلوقا لا يعد