أن يكون المراد بذلك الزيادة في الألطاف كما قال تعالى (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً) وقال (يَهْدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ) ويجوز أن يكون الله تعالى يعلم أن أشياء كثيرة يكون أصلح لنا وأنفع لنا إذا سألناه وإذا لم نسأله لا يكون ذلك مصلحة فكان ذلك وجها في حسن المصلحة ويجوز أن يكون المراد استمرار التكليف والتعريض للثواب لأن إدامته ليس بواجب بل هو تفضل محض جاز أن يرغب إليه فيه.
قوله سبحانه :
(قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ) قيل معناه أنه حل محل من يدعى إليه بالقتل في ماله بقبح الفعل فيخرجه مخرج الدعاء عليه ولا يقال إن الله تعالى دعا عليه لقبح اللفظ بذلك ما يوهم من تمني المدعو به.
قوله سبحانه :
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَماتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) إن سئل كيف يلعن الكافر كافرا مثله وهو الظاهر في قوله (وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) الجواب قال أبو العالية يلعنه الناس أجمعون يوم القيامة قوله (ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً) وقال السدي إنه لا يمتنع أحد من لعن الظالمين فقد دخل في ذلك لعن الكافر لأنه ظالم وقال قتادة ويراد به لعن المؤمنين خصوصا ولم يعتد بغيرهم.
فصل
قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ) إلى قوله (أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا) إنما قال (هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا) وإن كان أيضا كافرا حقا على وجه التأكيد لئلا يظن أنهم ليسوا كفارا لقولهم (نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ) وقيل إنه قال ذلك استعظاما لكفرهم كما قال (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) إلى قوله (أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) وقد يكون مؤمنا حقا من لم يلحق هذه الخصال بلا خلاف.
قوله سبحانه :
(وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً) قال ابن عباس