ابن الإخشيد يجوز ذلك لأن الإجابة كالنعمة في احتمالها أن يكون ثوابا وتعظيما وأن يكون استصلاحا ولطفا ولأنه قد يحسن منا أن يجيب الكافر إلى ما سأل استصلاحا لغيره وقال الجبائي لا يجوز ذلك لأن في الإجابة ذلك تعظيما له.
قوله سبحانه :
حاكيا عن إبليس (أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) أي القيامة فقال الله تعالى (فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ) وهو آخر أيام التكليف وقال البلخي الوقت المعلوم الذي قدر الله أجله فيه وهو معلوم لأنه لا يجوز أن يقول تعالى أنا أبقيك إلى وقت معين إن في ذلك إغراء له بالقبيح فما أجابه إلى يوم البعث.
قوله سبحانه :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) قال (اتَّقُوا اللهَ) وهو غاية التحذير ثم قال (وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ) رغب في الدعاء الجواب أنما قال ذلك لئلا يكون المكلف على غرور من أمره بكثرة نعم الله تعالى عليه فيظن أنها موجبة للرضا عنه فحقيقة الدعاء إليه بإبقائه من جهة اجتناب معاصيه والعمل بطاعته.
قوله سبحانه :
(اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) تدل على بطلان قول من قال لا يجوز الدعاء بأن يفعل الله ما يعلم أنه يفعله لأنه عبث لأن النبي ص كان عالما بأن الله تعالى يهديه الصراط المستقيم وإنه قد فعل ذلك ومع ذلك كان يدعو به ولا يجوز عند أكثر المحصلين أن يدعو نبي على قومه من غير إذن سمعي لأنه لا يأمن أن يكون فيهم من يتوب مع اللطف في التبقية فلا يجاب فيكون ذلك فتنة.
قوله سبحانه :
(رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ) وقوله (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) وإنه لا يحكم إلا بالحق وقد هداهم الصراط المستقيم فما معنى المسألة الجواب يجوز أن يكون ذلك عباده وانقطاعا إليه ويكون لنا في ذلك مصلحة كسائر العبادات وكما تعبدنا بأن نكرر تسبيحه وتمجيده والإقرار بالشهادتين وغير ذلك وإن كنا معتقدين لجميع ذلك ويجوز