فعله به وأجابه إليه وإن لم يكن في إعطائه في الدنيا صلاح وخيرة لم يعطه ذلك في الدنيا وأعطاه إياه في الآخرة فهو مجيب لدعائه على كل حال وإن من دعا بشرائط الحكمة بأن يقول اللهم افعل بي كذا إن لم يكن فيه مفسدة لي أو لغيري في الدين أو ينوي هذا في دعائه ويكون حسنا واقتضت المصلحة إجابته أجيب لا محالة وإذا دعاء العبد لم يخل من أحد أمرين إما أن يجاب دعاؤه وإما أن يجاز له يصرفه عما سأل ودعا فحسن اختيار الله تعالى يقوم مقام الإجابة فكأنه مجاب على كل حال وهذا ضعيف ويقال إن الله تعالى أوجب بإجابة الدعاء عند المسألة للمؤمنين دون الكفار والفاسقين وهذا أيضا ضعيف والجواب الصحيح (أَسْتَجِبْ لَكُمْ) إذا اقتضت المصلحة إجابتكم ومن يدع الله ويسأله فلا بد أن يشترط المصلحة إما لفظا أو إضمارا وإلا كان قبيحا لأنه أراد أن دعا بما يكون فيه مفسدة ولا يشترط انتفاؤها كان قبيحا.
قوله سبحانه :
(وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ) وقوله (رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ) وقوله (لا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ) قال الجبائي إن ذلك على وجه الانقطاع إليه والتضرع له وله أجوبة كثيرة لا يحتمل هذا الموضع.
قوله سبحانه :
(وَما دُعاءُ الْكافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ) يعني أنه لا حاصل له وليس له أنهم لا يجابون إلى ما يسألون بل يريد أنه لا يكون حاصل من الثواب فهي باطلة وقال