قوله سبحانه :
(لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرامَ) تأكيد ولا يجوز الاستثناء بعده الجواب الاستثناء وقع على الأمر لا على الدخول والتأكيد وقع على الدخول معناه (إِنْ شاءَ اللهُ آمِنِينَ) غير خائفين.
قوله سبحانه :
(قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ إِلَّا آلَ لُوطٍ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنا) ٦٠ ١٥ قال أبو عبيدة كان أبو يوسف يتأول فيها أن الله تعالى استثنى آل لوط من المجرمين ثم استثنى امرأة لوط فرجعت امرأته في التأويل إلى القوم المجرمين لأنه استثناء رد إلى استثناء كان قبله وكذلك كل استثناء في الكلام إذا جاء بعد الآخر عاد المعنى إلى الأول كقول الرجل لفلان علي عشرة دراهم إلا أربعة إلا درهما فإنه يكون إقراره بسبعة وكذلك إن قال له علي خمسة إلا درهما إلا ثلاثا كان إقراره بأربعة وثلاث ولو قال لامرأته أنت طالق ثلاثا إلا اثنتين إلا واحدة كانت بثنتين.
قوله سبحانه :
(كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا) كلام مبني على الشرط والجزاء مقصود به إليهما والمعنى من يكن في المهد صبيا كيف نكلمه وقال قطرب معناه من صار في المهد ومن هو في المهد كما تقول إن كنت أبي فصلني قال زهير:
أجزت إليه حرة أرجبية |
|
وقد كان لون الليل مثل الأزندج. |
وقيل كان هاهنا بمعنى خلق ووجد يقال كان الحر والبرد وقيل لفظة كان وإن أريد به الماضي فقد يراد به الحال والاستقبال قوله (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَراً رَسُولاً) و (كانَ اللهُ عَلِيماً حَلِيماً) قال الشاعر:
فأدركت من قد كان قبلي ولم أدع |
|
لمن كان بعدي في القصائد مصعدا. |
قوله سبحانه :
(لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ) قال الفراء والزجاج هو من صفة الراسخين لكن لما طال واعترض بينهما كلام نصب المقيمين على المدح مثل قوله