كما قال (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسى تَكْلِيماً).
قوله سبحانه :
(وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ) أي حظكم وقال ابن عباس أي شكركم وهي لغة أزد شنوءة يقال ما رزق فلانا أي ما شكره.
قوله سبحانه :
(لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) الرزق الكريم هو الخير المعطى على الإدراك المهنأ من غير تبعيض بالامتنان وهو رزق الله تعالى الذي يعم جميع العباد ويختص من يشاء بالزيادة.
قوله سبحانه :
(لا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً وَلا يَقْطَعُونَ وادِياً إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ) يعني النفقة التي يريدون بها إعزاز دين الله ونفع المسلمين والتقرب إلى الله والإنفاق إذا كان للشهوة أو ليذكر بالجود كان ذلك مباحا وإذا كان للرياء والسمعة أو للمعاونة على فساد كان معصية.
قوله سبحانه :
(تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ) أي النبوة والإمامة والأرزاق الكثيرة والأملاك الخطيرة إلا أنه لا يجوز أن يمكن ظالما من الظلم أو غاصبا من الغصب.
قوله سبحانه :
(قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ) قال البلخي والجبائي لا يجوز أن يعطي الله الملك للفاسق لأنه تمليك الأمر العظيم من السياسة والتدبير مع المال الكثير لقوله (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) والملك من أعظم العهود ولا ينافي ذلك قوله (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ) لقول مجاهد الهاء كناية عن إبراهيم والملك أراد به النبوة والتقدير أن آتاه الله إبراهيم النبوة ويقال المراد بالملك المال دون السياسة. قوله سبحانه :
(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ