الأخير فتولد الألف وإنما جاز لحفظ التوازن وقوله بسم الله (فَفِي رَحْمَتِ اللهِ هُمْ فِيها وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) و (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فَجَزاءٌ مِثْلُ ما قَتَلَ وَشَهِدَ شاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى مِثْلِهِ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ) فهذه زيادات وقعت في الأسماء وهي باء ورحمة ووجه ومثل وأنت وقوله (كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا وَما عِلْمِي بِما كانُوا يَعْمَلُونَ فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ)
زيادات وقعت في الأفعال وهي كان وأصبح ونحوها وقوله (لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللهِ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ فَلَمَّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ما أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ ما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ وَإِذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ وَإِذْ قالَ لُقْمانُ لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) في قول (أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيابَهُمْ أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ)
زيادات وقعت في الحروف وهي الباء واللام والكاف والواو ومن وعن وإن وأن وإذ وهذه الزيادات في الاسم والفعل والحرف إنما زيد تحسينا للنظم وعمادا للكلام وإن كان المعنى يحصل مع تركها ومتى ما أسقطت لم يختل الكلام وأما ما فقد جاء لأربعة أوجه أن يمنع ما قبله من العمل ولو انتزعتها من الكلام صلح نحو (إِنَّمَا اللهُ إِلهٌ واحِدٌ) وجاء فلم يمنع ما قبله من العمل ولو أسقطت لم يختل الكلام نحو (أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ) وجاء صلة ولو انتزعتها لاختل الكلام نحو (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ) وجاء نحو قوله لأمر ما تصرمت الليالي لأمر ما تصرمت النجوم وأما تكرار القصص في القرآن كقصة آدم وموسى لأنه نزل على حسب الحاجة فكانت تسلية للنبي في ذلك
فصل
عادة العرب النقصان في موضع الكفاية حيث تغني الإشارة فيسمى إيجازا وحذفا واقتصارا وقصرا وإضمارا وإنما جاز ذلك إذا كانت دلالة فيما أبقوا على ما ألقوا نحو البر الكر بستين أي بستين دينارا أو بأن يستحيل إجراء الكلام على الظاهر فلا يصح دون المحذوف نحو (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ) أي أهلها و (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُوماتٌ) أي وقته (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) أي حبه والكلام في هذا الباب على ثلاثة أقسام ما يجوز أن يظهر ويضمر