(لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ) دخل لو لا على الماضي لأنها للتحضيض والتوبيخ.
قوله سبحانه :
(وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً) المراد بالرؤية العلم إلا أن العلم لم يتناول كونها سبيلا للرشد وكونها سبيلا للغي بل يتناولها لأمر من هذا الوجه ثم إنهم عالمين بسبيل الرشد والغي غير أنهم لاتباع الهوى يعدلون عن الرشد إلى الغي ويجحدون ما يعلمون المراد بالرؤية الأولى العلم وبالثانية رؤية البصر والسبيل المذكور في الآية هي الأدلة والآيات لأنها مما تدرك بالبصر وتسمى بأنها سبيل الرشد وسبيل الغي هي الشبهات والمخاريق من نصب المبطلين.
قوله سبحانه :
(ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَكانُوا عَنْها غافِلِينَ) التكذيب قد يطلق في الأخبار وغيرها يقال فلان يكذب بكذا إذا اعتقد بطلانه كما يقال يصدق بكذا إذا اعتقد صحته ولو صرفنا التكذيب هاهنا إلى أخبار الله التي تضمنها كتبه جاز فتكون الآيات هي كتب الله دون سائر المعجزات.
قوله سبحانه :
(يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ) وإن كانوا يستبقون الأطفال من البنات تغليبا لأنهم كانوا يستبقون الصغار والكبار كما يقال أقبل الرجال وإن كان معهم صبيان وقيل اسم النساء يقع على الصغار والكبار كما أن الأبناء يقع على الصغار والكبار وقيل إنهم سموا بذلك على تقدير أنهن يبقين حتى يصرن نساء.
قوله سبحانه :
(ساءَ ما يَحْكُمُونَ) والحكم هي الحكمة وهي حسنة المراد به على ما يدعون من الحكمة (حُجَّتُهُمْ داحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ) وقال (ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ).
قوله سبحانه :
(وَيُعَلِّمُهُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ) يعني القرآن قال قتادة إنما كرره بواو