العطف لأن الكتاب القرآن والحكمة السنة وذلك لاختلاف فائدة الصفتين وذلك أن الكتاب ذكر للبيان أنه مما يكتب ويخلد ليبقى على وجه الدهر.
قوله سبحانه :
(كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً) أثبت شيئا بهذه الهاء ثم قال (لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً) المعنى أنه قد كان يرى الضباب وأنه تراه كثيفا من بعيد فإذا دخلت فيه رق وصار كالهواء وغيرك يراه من موضعك كما كنت تراه أولا ويجوز أن يكون معنى إذا جاءه يريد إذا جاء موضعه.
قوله سبحانه :
(لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى) المعنى أنه مالك لجميع الأشياء واجتزأ بذكر بعض الأشياء عن ذكر بعض لدلالته عليه كما قال (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ) ولم يقل على ظهورهم لأن من المفهوم أنهم يذكرون على كل حال ومثله (وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ) لما كان رضى أحدهما رضى الآخر ومثله (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللهِ) ولم يقل ينفقونهما لدلالته على ذلك.
قوله سبحانه :
(وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) لم يحتج أن يقول سبيل المؤمنين لأنهن سبيل المجرمين إذا بانت فقد بان معها سبيل المؤمنين لأنه خلافها حذف إحدى الجملتين لدلالة الكلام عليه كما قال (سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) ولم يقل البرد لأن الساتر يعمهما.
قوله سبحانه :
(ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَما قَلى) التقدير وما قلاك حذف اللام لدلالته عليه ولأن رءوس الآي بالياء فلا تخالف بينهما ومثله (فَآوى) و (فَهَدى) و (فَأَغْنى).
قوله سبحانه :
(أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى) ولم يتقدم نفاقهم إيمان