الجواب أكثر ما جاء مقترنا بالذم من ذلك ما كان مطلقا فإذا قيد لم يكن ذما كقوله (يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ) وفي الآية قيد وأما قوله (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللهِ) فإنه مقيد ومع كون ذلك فهو مذموم لكنه مقيد بما يقتضي الذم كما أنه إذا جاء مقيدا بما يقتضي الذم أفاد الذم وإن قيد بما يقتضي المدح أفاد المدح وأما قوله (فَلَمَّا جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَرِحُوا بِما عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ) وقوله (يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ) والفرح للمؤمنين بنصر الله محمود.
قوله سبحانه :
(وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ) والقول للملائكة كان قبل خلقنا وتصويرنا قال الحسن وأبو علي المراد به خلقنا آباءكم ثم صورنا آباءكم ثم قلنا للملائكة وهذا كما يذكر المخاطب ويريد به أسلافه نحو قولهم هزمناكم يوم ذي قار وقتلناكم يوم الفجار وفضحناكم يوم الجفار وبددنا جمعكم يوم النسار وقال الله تعالى (وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ) وقال ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي أي خلقنا آدم ثم صورناكم في ظهره ثم قلنا للملائكة وقيل خلقناكم ثم إنا نخبركم أنا قلنا للملائكة كما تقول إني معجل ثم إني معجل وقال الأخفش ثم هاهنا بمعنى الواو كما قال (ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ عَلى ما يَفْعَلُونَ) قال الشاعر :
سألت ربيعة من خيرها أبا |
|
ثم أما فقالت إنه. |
قوله سبحانه :
(وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِينَ) إني فضلت أسلافكم فنسب النعمة إلى آبائكم لأنها نعمة عليهم فيه لأن مآثر الآباء مآثر الأبناء لكون الأبناء من الآباء.
قوله سبحانه :
(فَجَعَلْنا عالِيَها سافِلَها وَأَمْطَرْنا عَلَيْهِمْ حِجارَةً) معنى إمطار الحجارة مع انقلاب مدينتهم أنه أمطرت الحجارة أولا ثم انقلبت بهم المدينة وقال الحسن إن الحجارة أخذت قوما خرجوا من المدينة لحوائجهم قبل الفجر.
قوله سبحانه :
(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ) والمؤمنون لا يكرهون الطاعة