الأرواح فتجيبه واختلفوا في الموت فقالت الفلاسفة الموت عن ضعف الطبيعة وقلة اقتدارها على إمساك الروح فتقفز الروح وترجع إلى العالم وقال النظام الموت آفة تدخل على الإنسان فتمنعه عن الحس والعلم وقال البلخي والأسواري هو عرض مضاد للحياة كمضادة السكون الحركة وقال غيرهما هو تفرق القلب وتباين أجزائه وقال الشيخ المفيد هو شيء يضاد الحياة ويبطل معه النمو ويستحيل معه الإحساس وهو يحل محل الحياة فينفيها والصحيح أنه انتفاء الحياة وإنه ليس بمعنى وهو اختيار المرتضى.
قوله سبحانه :
(حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا) قالت الفلاسفة إن فوت الفجأة يقع لمعنيين إما بامتلاء العروق أو خلائها كالمسرجة تنطفئ إذا كثر دهنها ولا تزهر إذا قل دهنها وقالت الديانون هو بتقدير الله تعالى عند نفاد أجله وانقضاء أكله.
قوله سبحانه :
(قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ) يقتضي أن روح الإنسان هي الإنسان والإضافة وقعت فيها كما وقعت في نفس الإنسان.
قوله سبحانه :
(إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ) وقوله (إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ) يعني إذا قرب أحدكم من الموت ولو لم يكن كذلك لما أسند إليه القول بعد الموت.
قوله سبحانه :
(حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ) قال الجبائي فيها دلالة على أن أحدا لا يموت حتى يعرف اضطرارا منزلته عند الله تعالى وأنه من أهل الثواب أو العقاب ويمكن أن يستدل على ذلك بقوله (لَهُمُ الْبُشْرى فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ).
قوله سبحانه :
(كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) يدل على أن كل نفس تذوق الموت وإن