أن في كل زمان حصلت فيه أمة مكلفة نذيرا ففي أزمنة الأنبياء هم النذر للأمم وفي غيرها الأئمة ع.
قوله سبحانه :
(يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) ظاهره وعمومه يقتضي وجود إمام في كل زمان.
قوله سبحانه :
(فَقَدْ وَكَّلْنا بِها قَوْماً لَيْسُوا بِها بِكافِرِينَ. أُولئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللهُ فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ) دليل على أنه لا يخلو كل زمان من حافظ للدين إما نبي أو إمام.
قوله سبحانه :
(قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ) استدلت الإمامية بها على أن الإمام ينبغي أن يكون معصوما ولا يكون في باطنه كافرا ولا فاسقا لأنه لا يجوز أن يعطي الله الملك من النبوة والإمامة للفاسق لأنه تمليك الأمر العظيم من السياسة والتدبير لقوله (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وهذه من أعظم العهود.
قوله سبحانه :
(وَإِذِ ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ) قال مجاهد ابتلاه الله بالآيات التي بعدها وهي (إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً) وقال البلخي يدل ذلك على أن الكلام متصل ولم يفصل بين قوله (إِنِّي جاعِلُكَ) وبين ما تقدمه بواو وأتمهن بأن أوجب بها على الأمة طاعته ومنع أن ينال العهد للظالمين من ذريته وقال ابن جرير في المسترشد (قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) ومن للتبعيض ليعلم أن فيهم من يستحقها فقال تعالى (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) والشرك أكبر الظلم قال (وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) وقال (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) وقال أبو الحسن البصري هذه الآية لا يخلو إما أن يكون الله تعالى نفى أن ينال الإمامة الكافر في حال كفره أو من كان كافرا ثم أسلم فالأول لا يجوز بالإجماع وإبراهيم لا يسأل ذلك فلم يبق إلا الثاني وقد ثبت أن أبا بكر والعباس قد أسلما بعد الكفر فقد خرجا عن الإمامة فلا بد أن يكون الإمام علي وقد استدل أصحابنا بهذه الآية أن الإمام لا يكون إلا معصوما من القبائح لأن الله تعالى نفى أن عهده الذي هو الإمامة