أمير المؤمنين على صراط |
|
إذا أعوج الموارد مستقيم. |
وقيل هو الحجج والأدلة المفرقة بين أهل الجنة وأهل النار وقيل إنما هو العبادات الموصلة إلى ثواب الله تعالى وفي الخبر أنه محبة علي بن أبي طالب ع
فصل
قوله تعالى : (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ) قال مجاهد لم يبق مزيد لامتلائها لقوله (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ) فقيل له هذا القول كان منها قبل دخول أهل النار فيها وقيل إن قولها فيها كالمثل أي بقي في سعة كثيرة قال الشاعر :
امتلأ الحوض وقال قطني |
|
مهلا رويدا قد ملأت بطني. |
وقيل إنه يخلق لها آلة الكلام كما خلق لجوارح الإنسان كقوله (وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ) وقيل إنه خطاب لخزنة جهنم على وجه التقريع لهم هل امتلأت فيقولون بلى لم يبق موضع المزيد ليعلم القول صدق قوله ومعناه ما من مزيد.
قوله سبحانه :
(يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ) أي يخافون عذاب يوم تتقلب فيه القلوب من عظم أهواله والأبصار من شدة ما تعاينه وقيل تقلب القلوب ببلوغها الحناجر وتقلب الأبصار بالعمى بعد النظر وقال البلخي أي القلوب تتقلب عن الشك الذي كانت عليه إلى اليقين والأبصار تتقلب عما كانت عليه لأنها تشاهد من أهوال ذلك اليوم ما لم تعرفه كما قال (لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ).
قوله سبحانه :
(فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) وقوله (خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍ) لا خلاف بينهما لأن قوله (فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) أي عقلك ومعرفتك بما عاينت نافذ ماض يقال له بصر بكذا وكذا وهو بصير بالجوارح.
قوله سبحانه :
(كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها) (٥٩ /٤) سَأَلَ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ الصَّادِقَ ع فَقَالَ مَا تَقُولُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ هَبْ هَذِهِ الْجُلُودُ عَصَتْ فَعُذِّبَتْ فَمَا بَالُ الْغَيْرِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ ع