الظاهر للعموم وإذا سلمنا ذلك جاز أن يحمل العفو على العقاب المعجل في الدنيا دون المستحق في الآخرة.
قوله سبحانه :
(وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ) وهذا شرط يحتاج إلى دليل في إثباته للجماعة ومع هذا فهو سؤال يقتضي الإجابة.
قوله سبحانه :
(قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرابِ سَتُدْعَوْنَ إِلى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ) إنما أراد الرسول ص ستدعون فيما بعد إلى قتال قوم أولي بأس شديد وقد دعاهم النبي ص بعد ذلك إلى غزوات كخيبر وموتة وتبوك وغيرها قوله (سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ) إلى قوله (وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً) أراد به المخلفين عن الحديبية بإجماع المفسرين ثم قال (سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ) إلى قوله (لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً) وقد غلطوا في التأريخ قال الضحاك هم ثقيف وقال ابن جبير وقتادة وعكرمة هم هوازن وقال قتادة هم هوازن وثقيف وقال ابن عباس هم أهل فارس وقال ابن أبي ليلى والحسن هم الروم وقال الزهري هم بنو حنيفة مع مسيلمة الكذاب ولا يمنعنا أن يقول المعني به أمير المؤمنين ع في قتال الخوارج
فصل
قوله تعالى : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) وقوله (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ) قيل في معنى الآية الأولى قولان أحدهما أنه يختار الذي كان لهم فيه الخيرة فذلك يدل على شرف اختياره لهم والثاني أن يكون ما نفيا أي لم يكن لهم الخيرة على الله بل لله الخيرة عليهم لأنه مالك حكيم في تدبيرهم كما قال (أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) وقال (فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) إلى قوله (صادِقِينَ) ولو جاز أن تختار الأمة رجلا فيكون إماما