قول من افتخر بكونهما في العريش مع النبي ص يوم بدر لأنه ص لا ينهى عن الجهاد بل يأمر به هذا إنما حبسهما معه لكي لا يئول الأمر إلى مثل يوم خيبر وأحد وحنين وأما من زعم أنه أشفق عليهما فإنه ص كان أولى أن يشفق في ذلك اليوم على حمزة وعلى عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وكيف لم يشفق عليهما في يوم خيبر حتى انهزما ومن زعم أنه احتاج إلى رأيهما أخطأ لأنه ص كان مؤيدا بالملائكة كاملا غير ناقص والفاضل لا يحتاج إلى المفضول والمعصوم لا يجوز عليه الخطأ وإنهما قد خرجا عن هذه الصفات.
قوله سبحانه :
(الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ) مقتضاها العموم ويليق بأمير المؤمنين لأن الله قد فسره في مواضع فقال في الصابرين (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ) يعني الحرب وقال في الصادقين (رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ) من القتال وغيره وقال في القانتين (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ) وقال في المنفقين (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً) ولا خلاف أن هذه الآيات نزلت في أمير المؤمنين ع.
قوله سبحانه :
(مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ) فقوله (وَالَّذِينَ مَعَهُ) إما من كان في زمانه أو من كان على دينه والأول يقتضي عموم أوصاف الآية لكل من صحبه من مؤمن أو منافق ولا يجوز أن يعني به المنافق فلم يبق إلا أنه أراد تعالى من كان على دينه ولا نسلم أن من كان بهذه الصفة فهو مزكى ومستحق لجميع صفات الآية ثم إن في آخر الآية (أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ) يعني الجهاد وبذل النفس وهذا من صفات أمير المؤمنين وقال (رُحَماءُ بَيْنَهُمْ) والأول قد ظهرت منه الغلظة على فاطمة ع في كبس بيتها ومنع حقها حتى خرجت من الدنيا وهي غضبى عليه وقال لخالد بن الوليد لا تفعل خالد ما أمرتك وقتل مالك بن نويرة وأما الثاني فعادته معروفة حتى قال المسلمون وليت