فِيها وَيُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً) الإعادة النشأة الثانية فالقادر على النشأة الأولى قادر على النشأة الثانية لأنه باق قادر على اختراعه من غير سبب يولده.
قوله سبحانه :
(كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنا) يدل على إعادة مستحق الثواب لدوام الثواب وخلوصه ولا يجب إعادة مستحق العوض لانقطاعه وجواز وصوله إليه في الدنيا ولا يجب إعادة مستحق العقاب لأن العقاب يحسن إسقاطه عقلا وقد ورد السمع بإعادتهم وإعادة الأطفال والمجانين وما يجب إعادته هو عين الأجزاء التي هي أقل ما يكون معه الحي حيا ويبلى الباقي أما الأنبياء والأئمة ع فلا تبلى منهم جارحة وإنهم في الجنان منعمون.
قوله سبحانه :
حكاية عن الكفار (إِنَّ هؤُلاءِ لَيَقُولُونَ إِنْ هِيَ إِلَّا مَوْتَتُنَا الْأُولى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) أي إن الله تعالى لو قدر على إعادة الأموات وإحيائهم قدر على إعادة الآباء وهذا باطل لأن النشأة الثانية أنما وجبت للجزاء لا للتكليف فلا يلزم إعادة الآباء ولا جزاء.
قوله سبحانه :
في أهل الجنة (لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى) قيل إلا بمعنى بعد كأنه قال بعد الموتة الأولى وقيل معنى إلا سوى الموتة الأولى وقيل إنها بمعنى لكن وتقديره لكن الموتة الأولى فأذاقوها.
قوله سبحانه :
(وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولى فَلَوْ لا تَذَكَّرُونَ) لا يدل على إثبات التناسخ لأنه يريد بالنشأة الأولى نشأة العالم أجمع لأنه خاطب المستدلين العارفين بهذه الآية لأن الله قد أكثر الناس بعده تلك النشأة فصح أن يقال إنها نشأة أولى ولم يقل ولقد علمتم نشأتكم الأولى.