تفصيلها لا يمكن العلم بها إلا بالمشاهدة دون علم الجملة ثم قال (كِتابٌ مَرْقُومٌ) أي مكتوب فيه جميع طاعاتهم بما تقر به أعينهم ويوجب سرورهم بضد الكتاب الذي للفجار لأن فيه ما يسوءهم.
قوله سبحانه :
(هذا كِتابُنا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِ) جعل ثبوت ما فيه وظهوره بمنزلة النطق وأنه ينطق بالحق دون الباطل.
قوله سبحانه :
(وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ) (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ وَراءَ ظَهْرِهِ) إعطاء الكتاب باليمين يكون أمارة على أنه من أهل الجنة وبالشمال على أنه من أهل النار وكذلك وراء ظهره لما روي أنه يخرج شماله من وراء ظهره ويعطى كتابه فيها.
قوله سبحانه :
(وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) إنما خص إلزام الطائر بالعنق لأنه محل لما يزين من طوق أو يشين من غل ولأن في عرف الناس أن يقولوا هذا في رقبتك كما يضاف العمل إلى اليد أيضا قوله (ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ) وإن كان كسبه بفرجه أو لسانه وإنما يذم بذلك على وجه التقريع بما فعله من المعاصي ويكون العلم بذلك لطفا في دار الدنيا وإن كان عالما بتفصيل ما فعلوه.
قوله سبحانه :
(لِيَسْئَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ) وقوله (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) وما أشبه ذلك من الآيات دالة على المساءلة وهي عامة إلا أنها تسهل على المؤمنين وتصعب على الكافرين.
قوله سبحانه :
(وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ) الميزان هو المعروف وإذا استعمل