آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً) أي جميع القرابات والأخبار الواردة عن النبي ص من أحب أهل بيتي لا يريد بها أزواجه ورويتم فِي حَدِيثِ الْمُبَاهَلَةِ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ لِعَائِشَةَ أَوْ لِأُمِّ سَلَمَةَ لَمَّا قَالَتَا أَلَسْتُ مِنْ أَهْلِكَ قَالَ لَا إِنَّكِ إِلَى خَيْرٍ. وَلَمَّا نَزَلَ قَوْلُهُ (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ) كَانَ النَّبِيُّ ص يَجِيءُ إِلَى بَابِ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ عِنْدَ حُضُورِ كُلِّ صَلَاةٍ فَيَقُولُ الصَّلَاةَ رَحِمَكُمُ اللهُ.
فصل
قوله تعالى : (وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ) وقوله (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ) وقال يا بني آدم أضافنا بالبنوة إلى الأجداد حتى أضافنا إلى الجد الأعلى وهذا دليل على أن الجد يسمى أبا فالنبي ص يكون أبا لأولاد فاطمة وأما قولهم إن القرابة لا يفيد إلا لحما ودما والشأن في العلم والأخلاق المرضية لقوله (وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ) وقوله (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ) فقد قال الله تعالى (وَأَمَّا الْجِدارُ فَكانَ لِغُلامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ) الآية وقال (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمانٍ أَلْحَقْنا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَما أَلَتْناهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ) ولا شك أن العلوم والأخلاق المرضية نافعة وفي العترة الطاهرة أكثر كالصلاة في المسجدين دون غيرهما وقالوا فضيلة القرابة لا تنفع لقوله (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلَّا ما سَعى) أما الثواب الدائم فلا ينتفع به إلا بالإيمان وما سواه ينتفع بها كإمامة الشيخ والشاب الصبيح وذلك غير مكتسبة والصلاة في المسجد الحرام والعمل القليل مع العلم أفضل ولا يمتنع أن يكون إيمانهم أفضل والثواب عليه أجزل وقالوا قال تعالى (وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ) وفيهم عصاة عصيان بني آدم لا يقطع أنسابهم قوله تعالى : في قابيل (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِ) وقوله تعالى : في أولاد إسماعيل وإسحاق (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ وَظالِمٌ) وكتاب الله تعالى لا يخلو من المحكم والمتشابه ولا يعتقد مسلم أن المتشابهات ليس من القرآن وقالوا قال تعالى (إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى) الآية فجوابه أن النسبة الأولى تجمع الكل إلا أنهم أخص وقالوا الحدود لا ترفع عنهم في الدنيا فكيف ينفعهم النسب في الآخرة الجواب لأنهم مكلفون والحد تكليف ليس بعقوبة لأنه إن تاب قبل إقامة الحد عليه سقطت عنه العقوبة وقالوا الْخَبَرُ الْمَشْهُورُ كُلُّ حَسَبٍ وَنَسَبٍ يَنْقَطِعُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا حَسَبِي وَنَسَبِي. الجواب الأنساب لا يتغير بموت ولا حياة ولا