لا يكون إلا بغير حق ثم وصف القتل بما لا بد أن يكون عليه من الصفة وهي وقوعه على خلاف الحق وقوله (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ) أنما هو وصف لهذا الدعاء وأنه لا يكون إلا عن غير برهان وقوله (اللهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها) أي لو كان هناك عمد لرأيتموه فإذا نفى رؤية العمد نفى وجوده وقوله (وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كافِرٍ بِهِ) تأكيد في تحذيرهم في الكفر وهو أبلغ من أن يقول ولا تكفروا به وقوله (لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً) أي لا مسألة تقع منهم وقوله (وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً) صار نفي الثمن القليل نفيا لكل ثمن وقوله (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ) والإثم والبغي بغير الحق وقوله (سَأَصْرِفُ عَنْ آياتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِ)
نفى الشيء لعدم كمال صفته (لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى) نفى الموت والحياة لأنهما ليسا بصريحين (وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى) من مشرب ولكن سكارى من فزع ووله أبو النجم:
يلقين بالخيار والأجارع |
|
كل جهيض لين الأكارع |
|
ليس بمحفوظ ولا بضائع.
الدعاء على جهة الذم لا يراد به الوقوع (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ) النبي ص عقرى حلقى الشاعر ماله لا عد من نفره
فصل
معاني القرآن على أقسام ما اختص الله بالعلم به فلا يجوز لأحد تكلف القول فيه كقوله (إِنَّ اللهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ) السورة وما لا يمكن معرفته إلا بالأثر الصحيح كقوله (أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ) وما يكون ظاهره مطابقا لمعناه كقوله (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ) وما كان اللفظ مشتركا بين معنيين كلاهما يمكن أن يكون مرادا فيجوز كلاهما وإذا دل الدليل على فساد أحدهما حمل المعنى الآخر مثل (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) وهو المتشابه.
ومحكم وهو ما يجب العمل بظاهره كقوله (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْماً) وعام وهو ما يعم المكلفين بالخطاب (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ