الشمس وهي مؤنثه والتذكير إلى لفظ الشمس وليس فيه علم التأنيث لكنها مصدر وهاء المصادر تتنوع في أبوابها تكون بمعنى الفاعل قال الشاعر:
وردت سلاما كارها ثم أعرضت |
|
كما انجازت الأفعى مخافة ضارب. |
فلو لم يكن مصدرا لقال كارهة ويكون بمعنى المفعول يقال خذ ميسوره ودع معسوره أي يسره وعسره ويكون بمعنى الفاعل قوله (فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) يعني بالطغيان (فَهَلْ تَرى لَهُمْ مِنْ باقِيَةٍ) يعني البقاء (لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللهِ كاشِفَةٌ) لم يقل ليست.
قوله سبحانه :
(وَذلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) نعت الدين فأضيف الدين إلى نعته نحو قول الحق (زِينَةُ الْحَياةِ الدُّنْيا) و (مَكْرَ السَّيِّئِ) و (الدَّارُ الْآخِرَةُ) والهاء لأجل رأس الآية كما يقول هذه داهية ومنكرة وفروقة وقيل بل هي نعت للملة كأنه قال دين الملة القيمة وسأل أبو بكر الأنباري المبرد ألف مسألة من نحو ذلك فقال ما كان هذا الباب فتذكيره على اللفظ محمول وتأنيثه على المعنى
فصل
قوله تعالى : في البقرة (إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً) وفي آل عمران (إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ) وكلاهما في قصة اليهود أما قوله (أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ) يعني ما دون العشرة شاهد ذلك قوله (وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُوداتٍ) وهي أيام النحر وقوله (أَيَّاماً مَعْدُودَةً) هي ما فوق العشرة وقد كانت اليهود اختلفوا في تعذيب الله إياهم فصاروا فرقتين قال قوم (لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً) وهي أربعين يوما الأيام التي عبدوا العجل فيها قوله (وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) وقال قوم (لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً) وهي سبعة أيام من الأيام الآخرة قوله (وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ).
قوله سبحانه :
(وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ) ولم يقل سنة والعدد إذا جاء بعد العشرة يوحد كما قال (إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً) وقال (اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) وأما قوله (وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ) نزل أولا هذا القدر فسئل عنى بهذه الساعات أم الأيام أم الشهور أم السنين فميز الله تعالى ذلك وأنزل قوله (سِنِينَ) فخرج مخرج التمييز لا مخرج العدد و