كانت مقتولة على قول جماعة وعندنا أن الموت غير القتل فيقول إن المقتول يختار الله أن يفعل فيه الموت إذا كانت في فعله مصلحة ويمكن أن يكون المراد كل نفس تعدم الحياة فيكون ذلك على وجه الاستعارة.
قوله سبحانه :
(وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) إنما قال أحياها على وجه المجاز يعني نجاها من الهلاك كما حكي عن نمرود إبراهيم (أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ) فاستبقى واحدا وقتل الآخر لأن الله تعالى هو المحيي ولا يقدر على ذلك غيره.
فصل
قوله تعالى : (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ) يستدل بها على إثبات الفناء وهو أن الله تعالى لما كان أولا ولا شيء معه ويكون آخرا كذلك فلا بد إذا أن يعدمها ليصح هذا القول واستدل أبو هاشم على إثبات الفناء بالعقل والصحيح أنه لا يعرف إلا بالسمع.
قوله سبحانه :
(وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً) لا خلاف أن الله تعالى يحيي الجملة يوم القيامة فالفوج أنما يكون في غير القيامة وقوله (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) قالوا أي إن الله يردك إلى دار الدنيا لنصره ولدك ولذلك نكر ولو أراد يوم القيامة لعرف وقال إلى المعاد وقوله (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللهِ وَكُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) دل على أن بين رجعة الآخرة والموت حياة أخرى ولا ينكر ذلك لأنه قد جرى مثله في الزمن الأول قوله في قصة بني إسرائيل (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْياهُمْ) وقوله في قصة عزير أو إرميا (أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلى قَرْيَةٍ) إلى قوله (قَدِيرٌ) وقوله في قصة إبراهيم (رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتى قالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قالَ بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي) الآية وقال المرتضى الطريق إلى إثبات الرجعة إجماع الإمامية ثم إن الرجعة لا تنافي التكليف فإن الدواعي مترددة معها حتى لا يظن ظان أن تكليف من لا يعاد لا يصح.
قوله سبحانه :
(مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ) وقوله (ثُمَّ يُعِيدُكُمْ