(وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ) وقال آخرون هو من صفة غير الراسخين في العلم هاهنا وإن كان الراسخون في العلم من المقيمين قالوا وموضع المقيمين خفض عطفا على ما في قوله (يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ) ويؤمنون بالمقيمين المعنى يؤمنون بإقام الصلاة وقوله (وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ) قالوا عطف على قوله (وَالْمُؤْمِنُونَ) وقالوا المعنى والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ويؤمنون بالمقيمين الصلاة وهم المعصومون (وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ) كما قال (يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) وقالوا (الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) منهم من المقيمين الصلاة قالوا فموضعه خفض وهذا ضعيف وقال الطبري المقيمون الصلاة هم الملائكة وإقامتهم الصلاة تسبيحهم ربهم واستغفارهم لمن في الأرض ومعنى الكلام والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالملائكة.
قوله سبحانه :
(إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً) نكرة بعد المعرفة والنكرة بعد المعرفة تكون منصوبة على القطع نظيره (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً) وقوله (وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً) وقال بعضهم نصب على الحال كقوله (أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ساجِداً وَقائِماً) وقوله (قُلِ اللهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً) والكسائي لا يفرق بين الحال والقطع يقول إذا تم الكلام انتصب الاسم بعده على الحال والقطع.
قوله سبحانه :
(يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ) الآية انتصب حذر الموت لأنه مفعول له معناه يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت وهذا قول أهل البصرة وقيل نصب على الحال معناه في حال حذرهم من الموت كقولك جاءني زيد راكبا نظيره (يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللهِ أَفْواجاً) و (يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً) وقيل انتصب على نزع الخافض معناه يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق من حذر الموت نظيره (رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ)
فصل
قوله تعالى : (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) ارتفع هذان على معنى الابتداء لأن إن هاهنا بمعنى نعم وقيل هذا لغة بلحرث بن كعب من اليمن وإنهم يرفعونه في حال الخفض